عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-04-2013, 11:30 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وقال الأموي‏:‏
حدثنا أسباط بن محمد القرشي، عن عطية، عن مطرف
في قوله‏:‏
‏{‏ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءكُمُ }‏‏.‏
قال‏:‏ قال أبو جهل‏:‏ اللهم أعن أعز الفئتين، وأكرم القبيلتين، وأكثر الفريقين‏.‏
فنزلت‏:‏
‏{‏ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ‏}‏‏.‏
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس
في قوله‏:‏ ‏
}وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ ‏}‏
[‏الأنفال‏:‏ 7‏]‏‏.‏
قال‏:‏ أقبلت عير أهل مكة تريد الشام فبلغ ذلك أهل المدينة فخرجوا
ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير، فبلغ ذلك أهل مكة
فأسرعوا إليها لكيلا يغلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فسبقت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الله قد وعدهم إحدى الطائفتين
وكانوا يحبون أن يلقوا العير، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمسلمين يريد القوم، وكره القوم مسيرهم لشوكة القوم‏.‏
فنزل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وبينهم وبين الماء رملة
دعصة فأصاب المسلمون ضعف شديد وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ
يوسوسهم تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون
على الماء وأنتم كذا ‏!‏ فأمطر الله عليهم مطراً شديداً فشرب المسلمون
وتطهروا فأذهب الله عنهم رجز الشيطان، فصار الرمل لبداً ومشى الناس
عليه والدواب، فساروا إلى القوم وأيد الله نبيه والمؤمنين بألف من الملائكة‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 3/346‏)‏
فكان جبريل في خمسمائة من الملائكة مجنبة وميكائيل في خمسمائة
من الملائكة مجنبة وجاء إبليس في جند الشياطين ومعه ذريته
وهم في صورة رجال من بني مدلج والشيطان في صورة سراقة بن مالك بن جعشم
وقال الشيطان للمشركين‏:‏ لا غالب لكم اليوم من الناس، وإني جار لكم‏.‏
فلما اصطف الناس قال أبو جهل‏:‏ اللهم أولانا بالحق فانصره‏.‏
ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال‏:
‏ ‏( ‏يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبداً )‏‏.‏
فقال له جبريل‏:‏ خذ قبضة من التراب، فأخذ قبضة من التراب فرمى بها وجوههم
فما المشركين من أحد إلا وأصاب عينيه ومنخريه
وفمه تراب من تلك القبضة، فولوا مدبرين‏.‏
وأقبل جبريل إلى إبليس فلما رآه - وكانت يده في يد رجل من المشركين –
انتزع إبليس يده ثم ولى مدبراً وشيعته‏.‏
فقال الرجل‏:‏ يا سراقة أما زعمت أنك لنا جار‏؟‏
قال‏:‏
‏{ ‏إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ‏ }
‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 48‏]‏
وذلك حين رأى الملائكة رواه البيهقي في ‏(‏الدلائل‏)‏‏.‏
وقال الطبراني
حدثنا مسعدة بن سعد العطار، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي،
ثنا عبد العزيز بن عمران، ثنا هشام بن سعد،
عن عبد ربه ابن سعيد بن قيس الأنصاري، عن رفاعة بن رافع‏.‏
قال‏:‏ لما رأى إبليس ما فعل الملائكة بالمشركين يوم بدر أشفق أن يخلص إليه
فتشبث به الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك
فوكز في صدر الحارث ثم خرج هارباً حتى ألقى نفسه في البحر ورفعيديه فقال‏:‏
اللهم إني أسألك نظرتك إياي وخاف أن يخلص القتل إليه‏.‏
وأقبل أبو جهل فقال‏:‏ يا معشر الناس لا يهولنكم خذلان سراقة بن مالك
فإنه كان على ميعاد من محمد، ولا يهولنكم قتل شيبة وعتبة والوليد
فإنهم قد عجلوا، فواللات والعزى لا نرجع حتى نفرقهم بالجبال
فلا ألفين رجلاً منكم قتل رجل ولكن خذوهم أخذاً حتى تعرفوهم سوء
صنيعهم من مفارقتهم إياكم ورغبتهم عن اللات والعزى‏.‏
ثم قال أبو جهل متمثلاً‏:‏
ما تنقم الحرب الشموس مني بازل عامين حديث سني
لمثل هذا ولدتني أمي
وروى الواقدي عن موسى بن يعقوب الزمعي، عن عمه،
عن أبي بكر بن أبي سليمان، عن أبي حتمة سمعت مروان بن الحكم يسأل
حكيم بن حزام عن يوم بدر فجعل الشيخ يكره ذلك، فألح عليه فقال حكيم‏:‏
التقينا فاقتتلنا فسمعت صوتاً وقع من السماء إلى الأرض مثل وقعة
الحصاة في الطست، وقبض النبي صلى الله عليه وسلم القبضة التراب
فرمى بها فانهزمنا‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 3/347‏)‏
قال الواقدي‏:‏
وحدثنا أبو إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله،
عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير، سمعت نوفل بن معاوية الديلي يقول‏:‏
انهزمنا يوم بدر ونحن نسمع صوتاً كوقع الحصى في الطاس
في أفئدتنا ومن خلفنا، وكان ذلك من أشد الرعب علينا‏.‏
وقال الأموي‏:‏
حدثنا أبي، ثنا ابن أبي إسحاق، حدثني الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير
أن أبا جهل حين التقى القوم قال‏:‏
اللهم أقطعنا للرحم وآتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة، فكان هو المستفتح‏.‏
فبينما هم على تلك الحال وقد شجع الله المسلمين على لقاء عدوهم وقللهم
في أعينهم حتى طمعوا فيهم، خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة
في العريش، ثم انتبه فقال‏:‏
‏(‏‏ ‏أبشر يا أبا بكر هذا جبريل معتجر بعمامته
آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع أتاك نصر الله وعدته‏ )‏‏.‏
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفاً من الحصى
بيده ثم خرج فاستقبل القوم‏.‏
فقال‏:‏ ‏
( ‏شاهت الوجوه‏ ‏‏)‏‏.‏
ثم نفحهم بها ثم قال لأصحابه‏:‏
‏(‏‏ ‏احملوا فلم تكن إلا الهزيمة‏ )‏
فقتل الله من قتل من صناديدهم، وأسر من أسر منهم‏.‏
وقال زيادعن ابن إسحاق ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ
حفنة من الحصباء فاستقبل بها قريشاً،
ثم قال‏:‏
‏(‏‏ شاهت الوجوه‏ )‏
ثم نفحهم بها وأمر أصحابه فقال‏:‏
‏(‏‏ ‏شدوا‏ )‏‏.‏
فكانت الهزيمة، فقتل الله من قتل من صناديد قريش
وأسر من أسر من أشرافهم‏.‏
وقال السدي الكبير‏:
‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يوم بدر‏:‏
‏( أعطني حصباء من الأرض )
فناوله حصباء عليها تراب فرمى به وجوه القوم فلم يبق مشرك إلا دخل
في عينيه من ذلك التراب شيء، ثم ردفهم المسلمون يقتلونهم ويأسرونهم
وأنزل الله في ذلك‏:‏ ‏
{ ‏فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ
وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى‏ }‏
‏[‏الأنفال‏:‏ 17‏]‏‏.‏
وهكذا قال عروة، وعكرمة، ومجاهد، ومحمد بن كعب، ومحمد بن قيس،
وقتادة، وابن زيد، وغيرهم أن هذه الآية نزلت في ذلك يوم بدر،
وقد فعل عليه السلام مثل ذلك في غزوة حنين كما سيأتي
في موضعه إذا انتهينا إليه إن شاء الله وبه الثقة‏.‏
وذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حرض أصحابه
على القتال ورمى المشركين بما رماهم به من التراب وهزمهم الله تعالى
صعد إلى العريش أيضاً ومعه أبو بكر، ووقف سعد بن معاذ
ومن معه من الأنصار على باب العريش ومعهم السيوف خيفة
أن تكر راجعة من المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
ولما وضع القوم أيديهم يأسرون رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
- فيما ذكر لي - في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس‏.‏
فقال له‏:
‏( ‏كأني بك يا سعد تكره ما يصنع القوم ‏؟ )‏‏.‏
قال‏:‏ أجل والله يا رسول الله كانت أول وقعة أوقعها الله بأهل الشرك‏.‏
‏(‏ج/ص‏:‏ 3/348‏)‏
فكان الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال‏.‏
فقال أبو حذيفة‏:‏
ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذٍ، ولا أزال منها خائفاً
إلا أن تكفرها عني الشهادة فقتل يوم اليمامة شهيداً رضي الله عنه‏

والله جل جلاله اعلم
في الله اخوكم مصطفى الحمد

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس