الموضوع: أصل وصورة!!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-24-2016, 08:20 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي أصل وصورة!!



أصل وصورة!!

د. عبد العزيز حسين الصويغ




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صورة مؤثرة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر Twitter"
لمقبرة في إحدى الدول الغربية لطفلٍ صغير كان مُعاّقًا
لا يتحرّك إلاّ من خلال كرسي مُتحرِّك،
قام والده بنحت تمثال له على هيئة كرسي مُتحرِّك يقف على طرفه طفل
ينظر ويرفع يديه إلى السماء، وكتب على شاهد القبر..
"الآن تحررت يا طفلي الصغير، وتستطيع أن تنطلق بحرية إلى السماء".

***
هذه الصورة الإنسانية من أب؛ وَجَدَ في تحرّر ابنه المُعاق من كرسيه المُتحرِّك رحمة إلهية،

يقابلها صورة لاإنسانية يرسمها أب آخر جعل من أبنائه هدفًا ينتقم به
-من خلال سوء التعامل معهم- من والدتهم
التي طلبت الطلاق بعد سنوات غير قليلة من المعاناة معه.
ورغم انفصالها فإن الأم، حفاظًا على راحة أبنائها وسعادتهم،
كتبت لطليقها، والد أبنائها، رسالة قالت له فيها:
"أنت بانتقامك من أبنائك لا تنتقم مني، بل تنتقم من نفسك؛
لأنهم لن يروا فيك الأب.. بل الجلاد.
أنا تركتك بقناعة وإصرار مني لأسباب أنت تعرفها،
ولا داعي لسردها هنا، فرغم أن تصرفاتك لا تهمّني شخصيًّا،
لكنني حزينة على تعاملك مع أبنائك/ أبنائنا،
فأنا مازلت أمهم رغم الانفصال،
خاصة وأنك عندما أردت حضانتهم لنفسك قبلت أنا على مضض
حتى أُهيئ لهم المعيشة المناسبة التي أعجز أنا على توفيرها لهم.
فهم أغلى عندي من نفسي، وأعتقد أنهم أيضًا لهم نفس الغلاء عندك.
لذا أحسن معاملتهم لأنك دون ذلك ستفقدهم..
بعد أن فقدتني، وقبل هذا وذاك ستفقد نفسك"!!

***
أولادنا إذًا هم زهرة الحياة، وهم هبة من عند الله،
وهم زينة الحياة الدنيا، مهما صدر منهم،
فقد قال الله تعالي: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
(الكهف: 46)،
فنحن دونهم لا زينة نمتلك ولا مال.

يقول الشاعر حطان بن المعلى:
"لولا بنيات كزغب القطا
رددن من بعض إلى بعض
لكان لي مضطرب واسع
في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنا بيننا
أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم
لامتنعت عيني من الغمض".

***
وأتساءل أنا هنا: إذا كان الله قد فرض على الأبناء بر والديهما وطاعتهما،
أليس هناك أيضًا واجب الرعاية من الوالدين،
والأب على وجه الخصوص، لأبنائه؟!

بالطبع لا يقتصر واجب الوالدين على الإنجاب فقط،
فهذا الأمر وضعه الله حتى في حيوانات الغاب،
فعلى الآباء والأمهات واجب ديني وأسري وإنساني تجاه الطفل، فهم أهله،
وهُم أولى الناس به،
ولقد وجّه الإسلام الآباء إلى تحمّل المسؤولية تجاه الأبناء
كي يكونوا مفيدين لأنفسهم ولبلدهم وللناس.

فالابن هو ثمرة الحياة، لكن الابن الذي لم يتربَّ والجاهل والأمي وغير المستقيم
والكاذب هو ثمرة مُرَّة، مَن يأكلها يَمرض،
وسيتفشَّى هذا المرض في مستقبل الأيَّام،
ويمكننا القول إن مثل هذا الابن ليته لم يكن.
ولمثل هؤلاء الآباء ليتكم نمتم قبل أن تُخرجوا إلى الدنيا أبناء لا تعرفون كيف تقومون بواجباتهم!!


* نافذة صغيرة:

إذا لم تكن قدوة صالحة لأبنائك..
فلا تتوقع منهم أن يكونوا إلاّ ثمرة لحصاد ما زرعت،
يقول الله تعالي: (... كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)،
وكذلك هي القدوة الطيبة،
فلا تتوقع إلاّ أن يكونوا صورة منك!!



هيفولا


رد مع اقتباس