من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
خلق النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
الرسول-صلى الله عليه- وسلم-أفضل من مشى على الأرض بقدميه
وأفضل زوج على وجه الأرض لا يضاهيه أحد في ذلك إطلاقًا ، أنتم
تعرفون حديث عند أحمد وغيره في مسابقة النبي-صلى الله عليه وسلم-
عائشة، لما قال للجيش تقدموا وصاروا هم الاثنين بمفردهم ، قال لها:
« تعالى أسابقك »
وكانت عائشة قد تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي صغيرة
سن تسع سنوات وكانت جارية حديثة السن تأكل العلقة من الطعام
ولم تحمل اللحم أي ليست بدينة ، فجرى كل منهما مقابل الأخر فسبقته .
قالت: فتركني حتى حملت اللحم ونسيت، وفي غزوة من الغزوات قال لها:
تعالى أسابقك ، نسيت القصة تمامًا وحملت اللحم وصارت بدينة ، قالت:
فسابقته فسبقني فجعل يضحك ويقول
( هذه بتلك )
، ما هذا الخلق ، والمرأة كل ما تأسرها بالجميل تكون طوع بنانك
والبيت يستقر .
يقول لعائشة
"إني لأعلم غضبك من رضاك"،
مع أن غضبها هو الذي يضرها وليس العكس ، لو الدنيا كلها غضبت
على النبي ورضي الله عنه فهم مع السلامة ، لكن لما يقول لها:
"إني لأعلم غضبك من رضاك"،
تقول وكيف ذلك يا رسول الله ؟ يقول:
« إذا كنت علي غضبى تقولين لا ورب إبراهيم ،
وإذا كنت عني راضية تقولين لا ورب محمد »
، فتقول له: والله ما أهجر إلا اسمك ، من كثرة ما هي غاضبة منه لا تريد
أن تقول اسمه ، ورب إبراهيم ورب محمد صلوات الله على الجميع
واحد لكن تتنكب ذكر اسمه ولا يغضب منها أبدًا .
المرة الوحيدة التي ضربها النبي "-صلى الله عليه وسلم:لما تعدت حدود
الله ، لذلك قالت عائشة: ما ضرب النبي -النبي صلى الله عليه وسلم- بيده
شيئًا قط إلا أن تنتهك محارم الله ، وهذه هي المرة الوحيدة ولم يضربها
ضرب ، شجك أو فلك أو جمع كلًأ لك لم يكسر عظمها ، هو ضربها
بمجامع يده في صدرها شيء محتمل ، هذا بسبب أنها قالت كما
في صحيح مسلم ، قالت ألا أحدثكم عني وعن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ؟
قالوا: بلى ، قالت: إنه كان في ليليتي التي هي لي ، كان متزوج بتسعة
وكان يقسم ولما أسقطت سودة ليلتها أعطى الليلة لعائشة أو هي أعطت
ليلتها لعائشة ، فكان يقسم بين نسائه والقسم لم يكن واجبًا عليه
نما كان يقسم ليرضيهن حتى لا تحزن إحداهن ، مع أنه لم يكن واجبًا عليه
أن يقسم كما هو واجب علينا كآحاد الأمة أنه لابد أن يعدل في القسمة .
قالت: إنه كان في ليلتي التي هي لي ففتح الباب رويدًا رُويدًا أي بهدوء
جدًا ودخل رويدًا رُويدًا وحمل نعله تحت إبطه حتى لا يعمل صوت ، أول
ما دخل وجدها تنام تحت اللحاف ، فقال أنها نائمة فمشي على أطراف
أصابعه ، قالت: فما هو إلا ريثما وضع جنبه على الفراش إلا قام مرة
أخرى وأخذ نعله رويدًا رُويدًا ومشى رويدًا رُويدًا وفتح الباب رويدًا رُويدًا
وانطلق ، وكلمة رويدًا رُويدًا إشعار أنه لا يريد أن يزعجها ولا أن يوقظها
، عائشة-رضى الله عنها-ظنت انه ذاهب إلى بعض النساء الأخريات ،
قالت: فتقنعت إزاري ، لبست ملابسها السواد وانطلقت خلفه ترى
أين يذهب .
فإذا به -صلى الله عليه وسلم-ذهب إلى البقيع ودعا يرفع يديه ثم يخفضها
، يرفعها يخفضها ثلاث مرات ، قالت: ثم انحرف راجعًا فانحرفت ، فأسرع
فأسرعت وهي لا تريد أن يدركها ، فهرول فهرولت ، فأحدر مشى على
مهل فأحدرت وسبقته ، الذي ذهب إلى العمرة يجد أن ما بين الحجرة
النبوية وما بين البقيع حوالي مائتين متر مسافة بسيطة ، فهي تجري
فأول ما دخلت الحجرة دخلت تحت اللحاف وغطت نفسها كان شيئًا لم يكن
، لكن الجديد في الأمر أنها تنهج لأنها كانت تجري فنفسها متلاحق
وبالتالي اللحاف يعلو وينخفض لأنه موضوع على صدرها ، فالنبي
لما دخل وجد هذا المنظر ، واحدة تنهج وهو تركها نائمة .
فلما دخل قال:
« مالك يا عائش » ؟
الترخيم مما يدل على أن فيه دلال ومحبة وغير ذلك ،
« مالك يا عائش »
« حاشية رابية »
عندك ربو أو شيء في صدرك تنهجي فجأة أنا تركتك نائمة ،
قالت: لا يا رسول الله ، قال لها:
« لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير »
، قولي وإلا الوحي سينزل قالت يا رسول الله مهما يكتم الناس يعلمه الله
، في رواية في صحيح مسلم في بعض الأصول قال:
« نعم » ،
كأنها تسأل وفي رواية أخرى أنها قالت ذلك تقريرًا ، أي أنه مهما يكتم
الناس يعلمه الله فأنا سأعترف وأقول لك الموضوع وحكت له الحكاية ،
فقال لها:
« أنت السواد الذي كان أمامي »
قالت: نعم يا رسول الله ، قالت: "فنهذني" وفي رواية "فلهدني "بالدال
لهذة في صدري أوجعتني ، وقال:
« أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله »
، أي بأن تكون الليلة لك وأذهب لغيرك ،
« إن جبريل أتاني فناداني فأخفى منك »
حتى لا تسمعي صوته ،
« فأجبته فأخفيته منك وكرهت أن أوقظك فتستوحشي »
أنا أريد ننفذ هذه الأخلاق في بيوتنا، كره أن يوقظها تستوحش تخاف،
صغيرة في السن والبيوت لم يكن فيها مصابيح والدنيا ظلام وسيذهب
للبقيع ويتركها لوحدها في الظلام ، أنا عندي تظل نائمة أفضل لها حتى
لا تستوحش ،
« وكرهت أن أوقظك فتستوحشي ، فقال إن ربك يأمرك
أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم »
يقول الشيخ الحويني شافاه الله وعافاه:
كلما أسرت المرأة بالجميل كلما كانت طوع بنانك و استقر البيت .
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين