الموضوع: غيض من فيض جوده
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2021, 02:14 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 57,946
افتراضي غيض من فيض جوده


من الأخ / عادل يوسف
غيض من فيض جوده


غَيضٌ مِنْ فَيضِ جُودِهِ تَعَالَى

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }.

اللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ،
وهل يردُّ أَحَدٌ فضْلًا أَرَادَهُ اللَّهُ؟
{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ
فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ }.

وهلْ يُمُسِكُ أَحَدٌ رَحْمَةً أَرْسَلَهَا اللَّهُ؟
{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا
وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.

هَذَا مَا أَرَادَهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَاليَهُودُ وَالنَّصَارَى
كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ
قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ اليَهُودُ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ، ثُمَّ عَمِلَتِ النَّصَارَى عَلَى قِيرَاطٍ
قِيرَاطٍ، ثُمَّ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعْمَلُونَ مِنْ صَلاَةِ العَصْرِ إِلَى مَغَارِبِ الشَّمْسِ
عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَغَضِبَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ
عَمَلًا وَأَقَلُّ عَطَاءً، قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟» قَالُوا: لاَ، فَقَالَ:
«فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ».

وَمِمَّا اخْتَصَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ: السَّلَامُ وَالتَّأْمِينُ؛
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ، مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ».

وَمِمَّا اخْتَصَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ: لَيْلَةُ الْقَدْرِ؛ قَالَ تَعَالَى:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }.

وَمِمَّا اخْتَصَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ: أنَّه لَم يَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلَهُ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأنَّه لَم يُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ؛ قَالَ تَعَالَى:
{ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا
وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ }.

وَهَذَا غَيضٌ مِنْ فَيضِ جُودِهِ تَعَالَى، وَقَطْرَةٌ مِنْ بَحْرِ إِحْسَانِهِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ.

رد مع اقتباس