
12-09-2025, 09:51 PM
|
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 63,325
|
|
تهيّأ لشيخوختك من الآن
من: الأخت / أم لـؤي
تهيّأ لشيخوختك من الآن
هناك حقيقة كبرى تحتاج أن تستيقظ في قلبك كل صباح :
أن شيخوخة الإنسان لا تُبنى عندما يشيب شعره، بل تُصاغ ملامحها في أيام عافيته ،
وفي سنين قوته ، وفي صفحات شبابه
فما أنت عليه *اليوم…
هو ما ستصبح عليه غدًا، وما تغرسه الآن…
هو ما ستحصده في زمن الضعف والانكسار ،*
فالعبد لا يتحول ـ هكذا فجأة ـ عند الكِبَر إلى *مخبتٍ رقيق القلب،
ولا يُصبح بين ليلة وضحاها *منعمًا بالقرآن والذكر والعبادات* ،
إن كان شطر عمره قد ذاب في *اللهو والغفلة، واستُنزفت طاقاته في التراخي والركون والتسويف
الشيخوخة *ليست مرحلة جديدة
بل هي كشف حساب،
هي المرآة الصافية التي تعكس ما صنعته يدك في أيام قوّتك ؛ ثُمرة اجتهادك وصبرك … أو ثمرة غفلتك وتفريطك.
لقد رأينا ـ وترى أنت كذلك شيوخًا تكسّرت قواهم
لكن قلوبهم* ما تزال معلّقة بالمجالس الفارغة ، والجلوس الطويل في الاستراحات ، ومتابعة الملهيات ، والغرق في القيل والقال
وليس هذا ذنب شيبتهم
بل هو مشروع طويل بدأوه منذ شبابهم
حين أَلِفَت قلوبهم اللغو ، ولم تُدرَّب على الطاعة.
إنّ ما نراه اليوم فيهم ، إنما هو حصادُ زرعٍ قديم.
وفي الجهة الأخرى ترى شيوخًا ما إن أقبلت عليهم السنون حتى *
ازدادوا نورًا وسكينةً وصفاءً ، قلوب مطمئنة بالقرآن ، أرواح تتنعّم بالصيام ، أقدام تسابق إلى المساجد ،
أعين تحِنُّ إلى قيام الليل ، وألسنة تسبّح الله آناء الليل وأطراف النهار
كأنما قدوم *الشيخوخة* عليهم ،
ربيع جديد لا يعرف الذبول
هؤلاء لم تُنشئهم السنون
بل ربّوا أنفسهم قبل ذلك بزمان ، وأعدّوا قلوبهم للطاعة ، حتى صارت الطاعات عليهم أحبَّ من أنفاسهم
ولأجل ذلك كلّه …
ابدأ الآن
من هذه اللحظة
في تشييد ملامح شيبتك القادمة،
إن لم تُكتب لك مغادرة الدنيا قبل بلوغها .
ابدأ اليوم
*لأن الغد لن ينتظرك
خطوات قليلة ، ولكن مفعولها عظيم
بادر إلى المسجد عند أول النداء
قبل أن تثقُل قدماك في الكِبَر .
اجعل لك وِردًا ثابتًا من القرآن
ما بين جزء وجزئين كل يوم ،ليكون *رفيقك حين يَهجرك الناس .
لا تترك أذكار الصباح والمساء
فهي *حِصن اليوم وغذاء الروح .
حافظ على السنن الرواتب* ، فهي *سياج الفرائض .*
أقم لنفسك نصيبًا من قيام الليل .. ولو ركعتين* .
اعتنِ بجسدك فالضعف يأتي سريعًا ،والرياضة عبادة إذا صلحت النية .
وأبقِ لسانك رطبًا بذكر الله
فإنه *أثبت الأعمال أثرًا في القلب ، وأيسرها على الجوارح .*
إن أجمل ما يصنعه العبد لنفسه ،
أن يستعدّ لرحيله قبل أن يُدعى
و أن ينحت في شبابه صورة الشيخ الصالح الذي سيصبحه يومًا ما ولا بدّ*.
ابدأ الآن
فالغد سيًظهر ما ستفعله اليوم ..!!
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واجعلنا كما تُحب ويُرضيك
|