الأخت / الملكة نــــــــور
وقفات فى الدعوة 
فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني
 
 
الوقفة الثانية عشر
 
12 - عدم القدح في الهيئات والمؤسسات والجمعيات والجماعات بأسمائها :
ومما يجب على الداعية ألا يقدح في الهيئات ولا المؤسسات بذكر أسمائها ،
وكذلك الجمعيات والجماعات وغيرها .. ولكن عليه أن يُبيّن المنهج الحق ،
ويبين الباطل ، فيعرف صاحب الحق أنه محق ، ويعرف صاحب الباطل
 أنه مُخطئ ، لأنه إذا تعرض للشعوب جملة ،
 أو للقبائل بأسمائها أو للجمعيات ، أو للمؤسسات ، أو للشركات ،
 أتى الآلاف من هؤلاء فنفروا منه ، وما استجابوا له ..
وتركوا دعوته ، وهذا خطأ .
وفي الأدب المفرد مما يُروى عنه صلى الله عليه وسلم :
 
 ( إن أعظم الناس فرية الشاعر يهجو القبيلة بأسرها )
وهذا خطأ ، فإن من يقول قبيلة كذا كلهم فسدة وفسقة مخطئ !
لأنه ما صدق في ذلك فالتعميم عرضة للخطأ .
• ولا بد للداعي أن يكون لبقاً في اختيار عباراته حتى يكسب القلوب ،
ولا يُثير عليه الشعب ، فإن الناس يغضبون لقبائلهم ، ويغضبون لشعوبهم ،
ويغضبون لشركاتهم ، ويغضبون لمؤسساتهم ، ويغضبون لجمعياتهم ..
 
فلينتبه لهذا ، وعليه ألا يظهر بهالة المستعلي على جمهوره ،
وعلى أصحابه وعلى أحبابه ، وعلى إخوانه ، وعلى المدعوين ،
 وكأن يقول – مثلاً - :
 أنا قلتُ ، وفعلتُ ، وكتبتُ ، وأرسلتُ ، وغضبتُ ، وألفت !
فإن (( أنا )) من الكلمات التي استخدمها إبليس .
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد:
 
[ وليحذر من طغيان كلمات : أنا ، ولي ، وعندي ،
 فان هذه الألفاظ الثلاثة ابتلى بها إبليس وفرعون وقارون ، وقال إبليس : 
 
 { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } 
  الأعراف ..
وقال فرعون : 
 
  { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ }  
 الزخرف ..
وقال قارون :  
 { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي }  
 القصص .]
فاجتنب أنا ، واجتنب لي ، واجتنب عندي .. ولكن تصلح (( أنا )) في مثل :
أنا مقصر
 كما قال شيخ الإسلام – رحمه الله - :
أنا الفقير إلى ربّ البريات        أنا المسكين في مجموع حالاتي
مدح أحد الناس ابن تيميه فقال :
 [  أنا المكدي وابن المكدي         وهكذا كان أبي وجدي !
فقال : أنا مذنب وأبي مذنب ! وجدي مذنب ! إلى آدم عليه السلام ]
• فواجب على الداعية أن يظهر دائماً بالتواضع ، وأن يلتمس الستر
 من إخوانه ، وأن يبادلهم الشعور ، وأن يطلب منهم المشورة والاقتراح ،
 وأن يعلم أن فيهم من هو أعلم منه ، وأفصح منه ، وأصلح منه .
قال بعض السلف :  
[ الساكت ينتظر الأجر من الله ، والمتكلم ينتظر المقت ، فإن المتكلم خطيء ]