عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم اليوم, 02:29 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 63,047
افتراضي لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا



من : الأخت الزميلة / جِنان الورد
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا


تحت سجاد المسجد النبوي الشريف، وفي مكان لا يلاحظه أغلب المصلين،

توجد ثلاث دوائر رخامية مميزة، تختلف عن باقي نقوش وزخارف المسجد.

هذه الدوائر ليست مجرد زينة، بل تحمل في طياتها قصة عظيمة تعود إلى أحد أعظم الصحابة،

وتروي موقفًا خالدًا في التاريخ الإسلامي، عمره أكثر من 14 قرنًا.

إنه الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه، أحد أثرياء المدينة، وكان من أكثرهم مالًا ونخيلًا وإبلًا.

رزقه الله الخير الوفير، ومع ذلك كان كريم النفس، يعطي ولا يبخل، يُنفق في سبيل الله عن طيب خاطر،

لكن كان له among كل أملاكه ما هو أعز وأحب إلى قلبه…

إنه بئر حاء، بئر تقع مقابل مسجد رسول الله ﷺ، وكان ماؤها نقيًّا طيبًا، ينتفع بها أهل المدينة ويحبونها،

ويفضّلونها على سائر الآبار. لكن أعظم ما في هذا البئر، أن النبي ﷺ كان يشرب منها، ويتوضأ منها،

ويدخلها بنفسه. إنها واحدة من الآبار السبعة التي شرب منها رسول الله، ونالت شرف البركة بلمسته الطاهرة.

وعندما نزل قول الله تعالى:

﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾

قام أبو طلحة إلى رسول الله ﷺ وقال:

يا رسول الله، إن أحب مالي إليّ بئر حاء، وقد جعلتها صدقة لله، أرجو بها البر والخير عند الله، فاجعلها حيث أمرك الله.

ففرح النبي ﷺ بكلماته، وقال له
:
“بخٍ، ذلك مالٌ رابح”.

وبالفعل، تصدق بها أبو طلحة رضي الله عنه، وظل البئر يُخرج خيره للمسلمين سنين طويلة،

حتى جاء وقت توسعة المسجد النبوي، وكان من الضروري إغلاق البئر لصالح المسلمين.

واليوم، لا تزال آثار هذا البئر محفوظة داخل المسجد النبوي الشريف، وتحديدًا عند الدخول من باب الملك فهد،

بين البابين رقم 21 و22، على الجهة اليسرى، وتحت السجاد، تجد ثلاث دوائر رخامية بين العمودين الثاني والثالث.

إنها علامة محفوظة لموضع البئر المبارك، تذكير بعظمة الصدقة، ووفاءً لموقف صحابي قدّم أحب ما يملك لله....

اللهم صل على الرحمه المهداه سيدنا وحبيبنا ونبينا

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال النبي ﷺ :
(حيثُما كنتم فصلَّوا عليَّ فإنَّ صلاتكم تَبلُغُني )
رزقنا اللــــــــــه واياكم
شفاعته ومرافقته في الجنة..{ﷺ




رد مع اقتباس