
08-16-2025, 07:57 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 62,449
|
|
في رحاب تفسير الآية
من: الأخ المهندس / عبد الدائم الكحيل
في رحاب تفسير الآية
قال تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 266].
يقول الإمام ابن كثير: قال تعالى : (وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار) وهو الريح الشديد (فيه نار فاحترقت)
أي: أحرق ثمارها وأباد أشجارها، فأي حال يكون حاله.
وفي تفسير القرطبي نجد قوله: فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت قال الحسن : إعصار فيه نار ريح فيها برد
شديد! الزجاج : الإعصار في اللغة الريح الشديدة التي تهب من الأرض إلى السماء كالعمود، وهي التي يقال لها: الزوبعة.
وقيل لها إعصار لأنها تلتف كالثوب إذا عصر.
وفي تفسير الطبري: (فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت)، يعني بذلك أنّ جنته تلك أحرقتها الريح التي فيها النار،
في حال حاجته إليها, وضرورته إلى ثمرتها بكبره، وضعفه عن عمارتها, وفي حال صغر ولده وعجزه عن إحيائها والقيام عليها. فبقي لا شيء له،
أحوج ما كان إلى جنته وثمارها، بالآفة التي أصابتها من الإعصار الذي فيه النار. وعن ابن عباس في قوله: (إعصار فيه نار)، ريح فيها سموم شديدة.
ونلاحظ لدى تأملنا في أقوال المفسرين القدامى أنهم تناولوا معنى الإعصار على أنه ريح تلتف
وترتفع للأعلى، فهذه هي المعلومات التي كانت متوافرة حتى عهد قريب. وهناك محاولات عديدة ظهرت حديثاً لتفسير الآية الكريمة بشكل علمي [1]
ولكن لم تتضح الرؤيا إلا عام 2013 حيث تمكن العلماء من دراسة وتصوير هذه الأعاصير باستخدام الأقمار الاصطناعية وأجهزة الرصد والمراقبة المتطورة.
|