
06-18-2025, 05:36 PM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 61,913
|
|
ولا تهنوا
من : الأخت الزميلة / جِنان الورد
ولا تهنوا
﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [آل عمران: 139]
تفسير السعدي:
🔹🔹يقول تعالى مشجعًا لعباده المؤمنين ومقويًا لعزائمهم ومنهضًا لهممهم: ﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا﴾؛
أي: ولا تهنوا وتضعفوا في أبدانكم، ولا تحزنوا في قلوبكم عندما أصابتكم المصيبة، وابتليتم بهذه البلوى،
▪️فإن الحزن في القلوب ▪️والوهن على الأبدان زيادة مصيبة عليكم، وعون لعدوكم عليكم بل شجعوا قلوبكم
وصبروها وادفعوا عنها الحزن وتصلبوا على قتال عدوكم،
🔺وذكر تعالى أنه لا ينبغي ولا يليق بهم الوهن والحزن وهم الأعلون في الإيمان ورجاء نصر الله وثوابه،
🔺فالمؤمن المبتغي ما وعده الله من الثواب الدنيوي والأخروي لا ينبغي له ذلك، ولهذا قال تعالى: ﴿وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾.
﴿إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ﴾ [آل عمران: 140]
تفسير السعدي:
🔹🔹ثم سلاهم بما حصل لهم من الهزيمة، وبين الحكم العظيمة المترتبة على ذلك فقال:
﴿إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله﴾، فأنتم وهم قد تساويتم في القرح،
↩️ولكنكم ترجون من الله ما لا يرجون كما قال تعالى: ﴿إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون﴾.
💎ومن الحكم في ذلك أن هذه الدار يعطي الله منها المؤمن والكافر والبر والفاجر فيداول الله الأيام بين الناس:
يوم لهذه الطائفة ويوم للطائفة الأخرى، لأن هذه الدارَ الدنيا منقضية فانية،
وهذا بخلاف الدار الآخرة فإنها خالصة للذين آمنوا.
🔺﴿وليعلم الله الذين آمنوا﴾، هذا أيضًا من الحكم أنه يبتلي الله عباده بالهزيمة والابتلاء ليتبين المؤمن من المنافق،
↩️لأنه لو استمر النصر للمؤمنين في جميع الوقائع لدخل في الإسلام من لا يريده،
فإذا حصل في بعض الوقائع بعض أنواع الابتلاء تبين المؤمن حقيقة الذي يرغب في
الإسلام في الضراء والسراء واليسر والعسر ممن ليس كذلك،
⬅️﴿ويتخذ منكم شهداء﴾
وهذا أيضًا من بعض الحكم، لأن الشهادة عند الله من أرفع المنازل، ولا سبيل لنيلها إلا بما يحصل من وجود أسبابها،
فهذا من رحمته بعباده المؤمنين، أن قيَّض لهم من الأسباب ما تكرهه النفوس، لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم.
والله لا يحب الظالمين﴾، الذين ظلموا أنفسهم وتقاعدوا عن القتال في سبيله،
⭕️وكأن في هذا تعريضًا بذم المنافقين وأنهم مبغوضون لله، ولهذا ثبطهم عن القتال في سبيله،
ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين.
﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَمحَقَ الكافِرينَ﴾ [آل عمران: 141]
تفسير السعدي:
🔹🔹﴿وليمحص الله الذين آمنوا﴾، وهذا أيضًا من الحكم أن الله يمحص بذلك المؤمنين من ذنوبهم وعيوبهم،
يدل ذلك على أن الشهادة والقتال في سبيل الله تكفر الذنوب وتزيل العيوب،
وليمحص الله أيضًا المؤمنين من غيرهم من المنافقين فيتخلصون منهم ويعرفون المؤمن من المنافق.
ومن الحكم أيضًا أنه يقدر ذلك ليمحق الكافرين، أي: ليكون سببًا لمحقهم واستئصالهم بالعقوبة،
فإنهم إذا انتصروا بغوا وازدادوا طغيانًا إلى طغيانهم يستحقون به المعاجلة بالعقوبة رحمة بعباده المؤمنين.
|