حكي أن جماعة من أهل حمص تذاكروا في حديث الأعضاء ومنافعها،
فقالوا: الأنف للشم والفم للأكل واللسان للكلام .. فما فائدة الأذنين؟ فلم
يتوجه لهم في ذلك شيء .. فأجمعوا على قصد بعض القضاة ليسألوه ..
فمضوا فوجدوه في شغل .. فجلسوا على باب داره، وإذا هناك خياط فتل
خيوطاً ووضعها على أذنه، فقالوا: قد أتانا الله بما جئنا نسأل القاضي عنه
وإنما خلقت للخيوط. وانصرفوا مسرورين مما استفادوه.
أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً.
اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ فَرَجاً قَرِيباً وَصَبْراً جَمِيلاً، وَأَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ مِنْ
كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَأَسْأَلُكَ الشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ، وَأَسْأَلُكَ الْغِنَى عَنِ
النَّاسِ. وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيَّ الْعَظِيمِ.
إسلام أبي ذر؛ قدم أبو ذر - رضي الله عنه - إلى مكة وكان
يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم أتى البيت الحرام
فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن
يسأل عنه حتى أدركه - يعني الليل - فاضطجع فرآه علي بن
أبي طالب - رضي الله عنه - فعرف أنه غريب، فلما رآه
تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح،
ثم احتمل قربته وزاده إلى البيت الحرام، فظل ذلك اليوم ولا
يرى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى
مضجعه، فمر به علي فقال: أما آن للرجل أن يعلم منزله؟
فأقامه فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن
شيء، حتى إذا كان يوم الثالث فعل مثل ذلك، فأقامه علي
معه، ثم قال له: ألا تحدثني ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال:
إن أعطيتني عهداً وميثاقاً لترشدني فعلت، ففعل، فأخبره،
فقال: فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا
أصبحت فاتبعني. رواه البخاري ومسلم. إنه موقف يقفه
علي - رضي الله عنه - وهو لا يزال شاباً دون العشرين
من عمره، وينتج عن هذا الموقف أن يُدلَّ أبو ذر
- رضي الله عنه - على مكان النبي صلى الله عليه وسلم
ويدخل الإسلام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحضروا الجمعة،
وادنوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في
الجنة، وإن دخلها. عن سمرة رضي الله عنه؛ رواه أحمد.