من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
حديث اليوم 5741        
حتى يكون هواه تبعا لما جئت به (01)
 
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) ،
 حديث صحيح ، رُويناه في كتاب الحجّة بإسناد صحيح .
 
الشرح
من أعظم المباديء التي حرص الإسلام على ترسيخها في النفوس المؤمنة ، 
الانقياد لأحكام الشرع وتعاليمه ، بحيث تصبح أقوال الإنسان وأفعاله صادرة 
عن الشرع ، مرتبطة بأحكامه ، وحينئذٍ, تتكامل جوانب الإيمان في وجدانه ، 
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي معنا : 
( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) .
 
ولهذا الحديث مدلوله في بيان ضرورة التزام منهج الله تعالى ، والإذعان لأحكامه وشرائعه ، فإن المؤمن إذا رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد 
صلى الله عليه وسلم نبيا ، حمله ذلك على أن يحكّم شرع الله في حياته ، 
فيحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويحب ما دعا إليه ، ويبغض ما نهى عنه ، 
ولا يجد في ذلك ضيقا أو تبرما ، بل إننا نقول : لا يعد إيمان العبد صادقا 
حتى يكون على مثل هذه الحالة من الانقياد ظاهرا وباطنا ، والتسليم التام 
لحكم الله ورسوله ، كما دلّ عليه قوله تعالى : 
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ 
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } 
( النساء : 56 ) .
 
وهذا يقتضي من العبد أن يحب الله ورسوله فوق كل شيء ، ويقدّم أمرهما 
على كل أمر ،كما قال تعالى : 
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ 
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم 
مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ 
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } 
( التوبة : 24 ) .
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك 
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين