الحمد لله المحمودِ بكلّ حالٍ ، منه المبتَدا و إليه                المنتهَى و إليه المرجِع و المآل ، 
و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له الكبيرُ                المتعال ، 
و أشهد أنّ سيدنا و نبينا محمدًا عبد الله و رسوله ،                
صلّى الله و سلّم و بارك عليه و على الصّحب و الآل                .
ففي النفسِ عتَبٌ كبيرٌ على من أشغَله المالُ عن القيامِ                بحقّ الوطَن و المواطن ، 
فإنك ترى جانِب ضَعف المواطنَة عند مَنْ يسعَى للرِّبح                المضاعَف على حسابِ العامّة 
باحتكار البضائعِ و التلاعبِ في الأسعار و التضييق علَى                الناسِ في معاشِهم 
و استِغلال الأحداثِ و الظروف دونَ النظرِ إلى حال الناس                ، 
ناهيك عن الغِشّ و الخيانة و التدليس                .
إنه ليس من العَدل الإفادةُ مِن خيرات الوطن و التنعّم                بموارده ثم التخلّي عن أيّ مسؤولية تجاهَه ، 
خُصوصًا و قد مرّت على كثيرٍ من المواطنين كوارثُ ماليّة                ذهَبت بأرزاقهم ، 
و تلاشَت معها مُدَّخَراتهم ، و قام الضعيفُ من الناس                يساعِد من هو أضعَفُ منه ، 
أمّا بعض أصحاب رؤوس الأموال و الموسرين ، فكأن الأمر                لايعنيهم ، 
و كان الأَوْلَى بهم أن يحملوا جزءًا من المواساة للضعفة                و المحاويج .
ألا قاتقوا الله رحمكم الله ، و اعرفوا حقوق أوطانكم و                إخوانكم، 
و أدوا الحقوق على وجهها ، تفلحوا في دنياكم و أخراكم                .
هذا و صلّوا و سلّموا على من أمركم الله بالصلاة عليه في                محكَم التنزيل
                فقال جلّ مِن قائل سبحانه : 
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى                النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ                وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و رسولك                محمد
 و على آله الطيبين الطاهرين و على أزواجه أمهات                المؤمنين 
و أرضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و                عمر و عثمان و علي ، 
و عن الصحابة أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى                يوم الدين ، 
و عنَّا معهم بعفوك و إحسانك و جودك يا أكرم الأكرمين                .
و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه                :
 ( مَن صلّى                عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا )                .
فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم                خيرَ الجزاء و أوفاه ، 
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً                تكون له رِضاءً ، 
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ،                
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء                .
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله                عليه و سلم ، 
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .                
اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ                إلينا 
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين                .
اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و                المشركين ، 
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و                أحفظ  لنا ولاة أمورنا                ، 
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من                بلاد المسلمين
اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،                
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم                
اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و جمع شملهم ...