 
			
				01-07-2022, 06:11 AM
			
			
			
		  
	 | 
	
		
		
		
			
			| 
				
				 Senior Member 
				
				
			 | 
			  | 
			
				
					تاريخ التسجيل: May 2015 
					
					
					
						المشاركات: 63,025
					 
					
					
					
					
					     
				 
			 | 
		 
		 
		
	 | 
	
	
		
	
		
		
			
			
				 
				توبة فتاة متبرجة
			 
			 
			
		
		
		
			
			  
من الأخت / الملكة نور 
توبة فتاة متبرجة 
  
تقول هذه الفتاة : 
تسع بنات وخمس ذكور هم عدد أفراد أسرتي بالإضافة إلى الوالدين ..  
كان همّ الوالدة الأكبر هو تزويج البنات التسع ، وقد شاع في مجتمعنا  
الفاسد أنّ البنت لكي تجد عروساً لا بد أن تتعرى باللبس القصير ! 
، وتتجمل بالماكياج ! وتصفّف شعرها على أحدث خطوط الموضة !! 
عشنا الفساد بأكمله .. تزيّنا .. وخرجنا بأحدث زينتنا ، وكنا فرائس لذئاب  
بشريّة .. هذا بنظرة ، وذاك بكلمة .. وكل على شاكلته .. 
 
في ذلك الوقت ، لم نكن نعرف من الإسلام سوى الأركان الخمسة فقط ،  
وليتنا عملنا بها .. إلا أن ظاهرة بدأت تظهر بين الفتيات آنذاك ، الواحدة  
تلو الأخرى ، إنها ظاهرة لبس الحجاب .. كنت أرى تلك الفتيات وأنا جدّ  
محتارة إلى أن قررت إحدى أخواتي الثمان لبسه فلبسته .. في بادئ الأمر 
رحبّت به العائلة ، ثم لم تمض أيام حتى بدأت مضايقة الأم لها ! 
وذلك لما تسمعه من الجيران وخالاتي بأنّ من تتحجّب لن تتزوج ! ،  
 
وكلّهم يقول : إنها ربما ارتدت الحجاب لعاهة تريد إخفاءها ! ، فجنّ جنون  
أمّي ، وبدأت في مشاكستها بكلّ ما تملك ، حتّى أصبحت تناديها ب 
ـ ( المسلمة ) ! استهزاءً بها ، حتّى وصل الأمر إلى الضرب في كثير  
من الأحيان ! ، أمّا أنا فأرجو الله المغفرة ، فقد كنت من أجل أن أفوز  
برضى أمّي أبالغ في التجمّل والتبرّج ، فكانت تعيرها بي ،  
وكنت دائماً محل تقدير وثناء .. 
 
ومرّت سنتان أو ثلاث وأنا على هذه الحال ، وفي يوم 19 جانفي 1987م  
( 1407هـ ) خرجت مع بعض زميلاتي في نزهة (!) ، وفي الطريق  
مررنا بكنيسة ، وبعد مشاورات قرّرنا الدخول .. فوجدنا العديد من  
النصارى يصلّون صلاتهم ( هداهم الله جميعاً ) . .خرجت وأنا أحسّ  
بشيء ما يعتلج في صدري ، لم يعجبني حالي .. وهالني تمسّكهم بدينهم  
المحرف ، وخشوعهم في صلاتهم ( ) . . . أشياء عدّة لا أستطيع حتّى  
التعبير عنها ، وفي يوم الجمعة 21 جانفي – وهذا اليوم لا أنساه أبداً –  
كنت منهمكة في غسل الأواني ، فإذ بي أسمع حديثاً كان يدور بين أخواتي  
، حيث ذكرت إحداهنّ أنّها رأت البارحة في منامها أن القيامة قد قامت ،  
ثم بدأت تصف ما رأته من أهوال وشدائد .. ارتجف قلبي بشدّة ..  
تركت ما في يدي ودخلت عليهنّ الغرفة ، وحلفت يميناً إن هي أعطتني  
حجاباً أن ألبسه غداً ، وأواظب على الصلاة ولا أتركها أبداً .. 
 والله شهيد على ما أقول ، فأحضرت لي أختي حجاباً ، فعقدت العزم 
 على لبسه وأنا على مائدة العشاء .. 
 
قلت لأبي : أودّ أن ألبس الحجاب غداً إن شاء الله ! .. 
صمت قليلاً ، ثمّ قال : موافق ، لكن بشرط . 
قلت : ما هو . 
قال : ألّا تنزعيه أبداً .. 
فقلت : موافقة . 
نظرت أمي إليّ نظرة طويلة ولم تقل شيئاً ،  
لأن الكلمة الأولى والأخيرة في البيت كانت لوالدي . 
 
لم أنم تلك الليلة ، لا أقول من شدة الفرح ، وإنّما خوفاً من الغد .. حامت  
حولي وساوس الشيطان .. أسئلة كثيرة كانت تدور في مخيّلتي : لمَ تدفني   
 نفسك بهذا الثوب ، وأنت دائماً تحبيّن الانطلاق ، وتعشقين الجمال .  
.ثيابك . .شعرك .. قدّكِ .. لم تخفين كلّ هذا ؟ 
 
نهضت باكراً ، وارتديت الحجاب .. كانت خطواتي متثاقلة ، واحدة للأمام ،  
والأخرى للخلف .. الأولى تقول لي .. تقدّمي والله معك ، والثانية تقول :  
لمَ تفعلين هذا ؟ وزينتك ، وجمالك .. ! 
 
استعذت بالله من الشيطان ، وخرجت .. الجميع جاؤوا يهنّؤنني على هذا  
القرار .. لن أنسى أبداً ذلك اليوم ، جلّ زميلاتي جئن في أحلى لباس ،  
وآخر موضة تسريحة شعر ، فبقيت أنظر حائرة في أمري ، لكن الله  
عز وجل لم يتركني ، بل هيّأ لي مجموعة من الأخوات الصالحات  
انتشلنني من بحر الندم والضياع إلى عالم لا حدود له ، عالم آخر ملائكي 
 .. فاخضرّت الحياة في وجهي وأزهرت ، ثم أنعم الله عليّ فحملت  
المصحف وحفظت ما تيسّر منه ، ودخلت المسجد .. فتحت الكتب أمامي  
في العقيدة والفقه والحديث والسيرة ، وحتّى الأناشيد الإسلامية .. كلام  
طيب .. علمت بتحريم الغناء ، ومصافحة الأجنبيّ ، وإظهار الزينة ، فإذا  
الحلال بيّن ، والحرام بيّن ، وحتّى الوالدة الكريمة بعد أن تحجّبت بناتها  
التسع ، وبدأنا نُسمعها من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه سلم  
الشيء الكثير ، تغيّرت كثيراً ، وأصبحت الصدر الحنون لنا ولزميلاتنا  
في المسجد ولله الحمد والمنّة ، أمّا موضوع الزواج ، فقد كان الأمر على  
عكس ما كانت تعتقد ، فقد تزوج سبع بنات من التسع من إخوة صالحين ،  
وبقيت اثنتان ، وهما على وشك الزوج إن شاء الله . 
 
أمّا أنا فقد أخذت مكاني في المسجد عوضاً عن الشوارع والأسواق ،  
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات ، والحمد لله الذي هدانا لهذا  
وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله . . 
 
  
 
 
 
		
		
		
		
		
		
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |