من:إدارة بيت عطاء الخير
 حديث اليوم
باب في اليقين والتوكل (01)
 
 
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: 
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 
«عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل 
والرجلان، والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم 
أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا 
سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: 
هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب» ،
 ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير 
حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله – 
صلى الله عليه وسلم -، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام
 فلم يشركوا بالله شيئا - وذكروا أشياء - فخرج عليهم رسول الله –
 صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ما الذي تخوضون فيه؟» فأخبروه فقال: 
«هم الذين لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون؛ وعلى ربهم يتوكلون» 
فقام عكاشة بن محصن، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:
«أنت منهم» . ثم قام رجل آخر، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: 
«سبقك بها عكاشة» . متفق عليه.
الشرح:
«الرهيط» بضم الراء تصغير رهط: وهم دون عشرة أنفس، ...
 و «الأفق» الناحية والجانب.
 و «عكاشة» بضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها،
 والتشديد أفصح.
 قوله: «لا يرقون ولا يسترقون» ، أي: لا يرقون غيرهم بالرقية 
المكروهة ولا يطلبون من الغير أن يرقاهم توكلا على الله. فالرقية مباحة 
ولا كراهة فيها إذا كانت بالقرآن أو الأدعية المعروفة. 
وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا» . 
قال القرطبي: الرقى والاسترقاء: ما كان منه برقى الجاهلية أو بما 
لا يعرف فواجب اجتنابه على سائر المسلمين.
   
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك 
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين