الموضوع: درس اليوم 5327
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-18-2021, 06:40 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,297
افتراضي درس اليوم 5327

من:إدارة بيت عطاء الخير
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
درس اليوم



القواعد الثلاثة في مزاولة أمور الدين والدنيا (03)

القاعدة الثالثة: فعل الأسباب:
لا بد من الأخذ بالأسباب الجالبة للخير والمانعة من الشر، وهذا لا ينافي
التوكل، وقد كان سيد المتوكلين محمد صلى الله عليه وسلم يتخذ الأسباب
الشرعية والقدرية؛ فكان يُعَوِّذُ نفسه بالأذكار، وعند النوم بالإخلاص
والمعوذتين، وكان يلبس الدروع في الحرب، وحَفَرَ الخندق في غزوة
الأحزاب، وغير ذلك مما كان منه صلى الله عليه وسلم، وهو القدوة.

وفي أهمية بذل السبب - حتى ولو كان هذا السبب ضعيفًا - قد ذكر الله من
أمر مريم عليها السلام، وهي المرأة الضعيفة النُّفَسَاء بهزِّ جذع النخلة الذي
يثقل على الرجال؛ ليعلم الناس أهمية الأخذ بالأسباب؛ قال تعالى:

{ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا }
[مريم: 25]؛

قال العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى: "والله جل وعلا قادر على أن يُسْقِطَ
لها الرطب من غير هزِّ الجذع، ولكنه أمرها بالتسبب في إسقاطه بهز الجذع،
وقد قال بعضهم في ذلك:

ألم تَرَ أن الله قال لمريم وهزي إليك الجذعَ يسَّاقط الرُّطبْ ولو شاء أن تجنيه
من غير هزة جَنَتْهُ ولكن كلُّ شيء له سببْ
]أضواء البيان (183/4)[.

الخاتمة:
إن الدعاء فيه استعانة بالله القوي الذي لا يُعْجِزُهُ شيء، والتوكل فيه تعلق
القلب بالله الذي بيده كل شيء، والأخذ بالأسباب فيه الأخذ بكل ما أمر الله به
من الأسباب الشرعية والقدرية


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس