حديث اليوم
    مع الشكر للأخ مالك المالكى
    ( ممَا جَاءَ فِي : الْإِفْطَارِ مُتَعَمِّدًا )
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ
     قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَوِّسِ عَنْ أَبِيهِ
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ :
    ( مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَ لَا مَرَضٍ
    لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَ إِنْ صَامَهُ  ( 
    قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
    وَ سَمِعْت  مُحَمَّدًا يَقُولُ أَبُو الْمُطَوِّسِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُطَوِّسِ وَ لَا أَعْرِفُ لَهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ .
    الشـــــــــــــروح :
    قَوْلُهُ : ( أَخْبَرَنَا الْمُطَوِّسُ (
    بِكَسْرِ الْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ هُوَ يَزِيدُ ، وَ قِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُطَوِّسِ لَيِّنُ الْحَدِيثِ ،
    كَذَا فِي التَّقْرِيبِ ( عَنْ أَبِيهِ ) هُوَ الْمُطَوِّسُ قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : الْمُطَوِّسُ  بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ الْمَكْسُورَةِ ،
    وَ يُقَالُ أَبُو الْمُطَوِّسِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَجْهُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ . 
    قَوْلُهُ : ( مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ )
    كَسَفَرٍ ( وَ لَا مَرَضٍ ) أَيْ مُبِيحٍ لِلْإِفْطَارِ ، مِنْ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ
     ( لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهُ ) أَيْ صَوْمُهُ ، فَالْإِضَافَةُ بِمَعْنَى فِي نَحْوَ مَكْرُ اللَّيْلِ ،
    وَ " كُلِّهُ " لِلتَّأْكِيدِ ( وَ إِنْ صَامَهُ ) أَيْ وَ لَوْ صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ . 
    قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ لَمْ يَجِدْ فَضِيلَةَ الصَّوْمِ الْمَفْرُوضِ بِصَوْمِ النَّفْلِ وَ إِنْ سَقَطَ قَضَاؤُهُ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَاحِدٍ ،
    وَ هَذَا عَلَى طَرِيقِ الْمُبَالَغَةِ وَ التَّشْدِيدِ ، وَ لِذَلِكَ أَكَّدَهُ بِقَوْلِهِ " وَ إِنْ صَامَهُ " أَيْ حَقَّ الصِّيَامِ .
    قَالَ ابْنُ الْمَلَكِ : وَ إِلَّا فَالْإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّهُ يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ ،
    وَ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ : وَ مَا اقْتَضَاهُ ظَاهِرُهُ أَنَّ صَوْمَ الدَّهْرِ كُلِّهِ بِنِيَّةِ الْقَضَاءِ عَمَّا أَفْطَرَهُ مِنْ رَمَضَانَ
    لَا يُجْزِئُهُ قَالَ بِهِ عَلِيٌّ وَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ اَلَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ يُجْزِئُهُ
    وَ إِنْ كَانَ مَا أَفْطَرَهُ فِي غَايَةِ الطُّولِ وَ الْحَرِّ وَ مَا صَامَهُ بَدَلَهُ فِي غَايَةِ الْقِصَرِ وَ الْبَرْدِ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ . 
    قُلْتُ : قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ : وَ يُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفْعُهُ :
    ( مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَ لَا مَرَضٍ
    لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَ إِنَّ صَامَهُ   . (
    وَ بِهِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ . وَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَ ابْنُ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ وَ قَتَادَةُ وَ حَمَّادٌ :
    يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ ، انْتَهَى . وَ ذَكَرَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ مَنْ وَصَلَ هَذِهِ الْآثَارَ
    قَالَ وَصَلَهُ يَعْنِي أَثَرَ ابْنِ مَسْعُودٍ  لِلطَّبَرَانِيِّ وَ الْبَيْهَقِيِّ بِإِسْنَادٍ لَهُمَا عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ :
    قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ :
    مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ ثُمَّ قَضَى طَوَالَ الدَّهْرِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ .
    وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ مِثْلُهُ ، انْتَهَى .
    وَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ بِمِثْلِ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَمَا سَيَجِيءُ ،
    فَظَهَرَ أَنَّ مَا ادَّعَى ابْنُ الْمَلَكِ مِنْ أَنَّ الْإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّهُ يَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ . 
    قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُ