الموضوع: درس اليوم 4833
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-16-2020, 04:19 PM
حور العين حور العين غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 58,188
افتراضي درس اليوم 4833

من:إدارة بيت عطاء الخير

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

درس اليوم
معنى اسم الله الجميل (01)

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الجَمِيلِ):
الجَمِيلُ فِي اللغَةِ مِنَ الجَمَالِ هُوَ الحُسنُ فِي الخِلقَةِ وَالخَلقِ، جَمُلَ يَجمُلُ فَهُوَ
جَمِيلٌ كَكَرُمَ فَهُوَ كَرِيمٌ، وَتَجمَّلَ تَزيَّنَ، وَجَمَّلَهُ تَجمِيلًا زَيَّنَهُ، وَأَجَمَلَ الصَنِيعَةَ
عِندَ فُلاَنٍ يَعِني: أَحسَنَ إِلَيهِ، وَالمُجَامَلَةُ هِيَ المُعَامَلةُ بِالجَمِيلِ،
وَالتَّجَمُّلُ تَكَلُّفُ الجَمِيلِ، وَقَدْ جَمُلَ الرَّجُلُ جَمَالًا فَهُوَ جَمِيلُ وَالمرأَةُ جَمِيلَةٌ

وَقَالَ الأحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ:
وَإِذَا جَمِيلُ الْوَجْهِ لَمْ
يَأْتِ الْجَمِيلَ فَمَا جَمَالُهْ
مَا خَيْرُ أَخْلَاقِ الْفَتَى
إِلَّا تُقاهُ وَاحْتمَالُهْ

وَالصبرُ الجَمِيلُ هُوَ الذِي لَا شَكوَى مَعَهُ، وَلَا جَزَعَ فِيهِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:

{ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا }
[المعارج: 5]،

وَقَولُهُ:
{ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ }
[الحجر: 85]؛

أَيْ: أَعرِضْ عَنهُم إعرَاضًا لَا جَزَعَ فيهِ

وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الجَمِيلُ، جَمَالُهُ سُبحَانَهُ عَلَى أَربَعِ مَرَاتِبَ:
جَمَالِ الذَّاتِ، وَجَمَالِ الصِّفَاتِ، وَجَمَالِ الأَفعَالِ، وَجَمَالِ الأَسمَاءِ.

فَأَسمَاؤُهُ كُلُّهَا حُسْنَى، وَصِفَاتُهُ كُلُّهَا صِفَاتُ كَمَالٍ، وَأَفعَالُهُ كُلُّهَا حِكمَةٌ
وَمَصلَحَةٌ، وَعَدلٌ وَرَحْمَةٌ، وَأَمَّا جَمَالُ الذَّاتِ وَكَيفِيَّةُ مَا هُوَ عَلَيهِ فَأمرٌ لَا يُدرِكُهُ
سِوَاهُ، وَلَا يَعلَمُهُ إِلَّا اللهُ، وَلَيسَ عِندَ المَخلُوقِينَ مِنهُ إِلَّا تَعرِيفَاتٌ تَعَرَّفَ
بِهَا إِلَى مَنْ أَكرَمَهُ مِنْ عِبَادِهِ

وَعِندَ البُخَارِيِّ وَمُسلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه؛
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

( حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَ سُبحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ )
قَالَ عَبدُ اللهِ بنُ عَباسٍ رضي الله عنهما:
"حُجِبَ الذَّاتُ بِالصِّفَاتِ وَحُجِبَ الصِّفَاتُ بِالأَفعَالِ، فَمَا ظَنُّكَ بِجَمالٍ حُجِبَ
بَأَوصَافِ الكَمَالِ، وَسُتِرَ بِنُعُوتِ العَظَمَةِ وَالجَلَالِ"،

وَمِنْ هَذَا المَعنَى يُفهَمُ بَعضُ مَعَانِي جَمَالِ ذَاتِهِ، فَإِنَّ العَبدَ يَتَرَقَّى مِنْ مَعرِفَةِ
الأَفْعَالِ إِلَى مَعرِفَةِ الصِّفَاتِ، وَمِنْ مَعرِفَةِ الصِّفَاتِ إِلَى مَعرِفَةِ الذَّاتِ، فَإِذَا شَاهَدَ
شَيئًا مِنْ جَمَالِ الأَفْعَالِ استَدَلَّ بِهِ عَلَى جَمَالِ الصِّفَاتِ، ثُمَّ استَدَلَّ بِجَمَالِ
الصِّفَاتِ عَلَى جَمَالِ الذَّاتِ، وَمِنْ هَهُنَا يَتَبيَّنُ أَنهُ سُبحَانَهُ لَهُ الحَمدُ كُلُّهُ،
وَأَنَّ أَحَدًا مِنْ خَلقِهِ لَا يُحصِي ثَنَاءً عَلَيهِ، بَل هُوَ كَمَا أَثَنَى عَلَى نَفسِهِ.

وُرُودُهُ فِي الحَدِيثِ الشَّريفِ

رَوَى عَبدُ اللهِ بنُ مَسعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لا يَدْخلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلبِهِ مثْقَالُ ذرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ" قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ
يُحِبُّ أَن يَكُونَ ثوبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنًا، قَالَ: "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ،
الكِبرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ"


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


رد مع اقتباس