( الإيمان بأسماء الله وصفاته )
ذكرنا بالأمس أن هذا الباب من أبواب العلم ،
من أكثر الأبواب التي حصل فيها النزاع والشقاق بين أفراد الأمة ،
و أنه قد ختلفت الأمة فيه فرقاً شتى .
س : ما هو موقفنا من هذا الاختلاف ؟
موقفنا من هذا الاختلاف هو ما أمر الله به في قوله تعالى :
( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
 إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) .
النساء (59) .
فنحن نرد هذا التنازع إلى كتاب الله تعالى
و سنة رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
مسترشدين في ذلك بفهم السلف الصالح من الصحابة و التابعين
 لهذه الآيات و الأحاديث ،
 فإنهم أعلم الأمة بمراد الله تعالى و مراد رسوله صلى الله عليه و سلم .
و الله تعالى قد اشترط للهداية أن يكون الإيمان بمثل ما آمن به
أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم .
و ذلك في قوله تعالى :
  ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا ) .
البقرة (137).
فالواجب في هذا إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه
أو أثبته له رسوله صلى الله عليه و سلم من الأسماء و الصفات ،
و إجراء نصوص الكتاب و السنة على ظاهرها ،
و الإيمان بها كما آمن أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و رضي عنهم ،
 الذين هم أفضل هذه الأمة و أعلمها .