من: الأخت/ غرام الغرام
آلام ارملة ! (2)
 
الأرملة في ديننا تنال كل تكريم ورعاية واهتمام 
بل أكثر اللاتي تزوجهن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأرامل , فقد
 جعل الإسلام للمرأة الأرملة المنزلة الكريمة , بل جعل الإسلام رعايتها
 من القربات إلى الله تعالى , كما أن مساعدتها على قضاء حوائجها له 
فضل عظيم عنده سبحانه , مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة 
( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل , الصائم النهار )
 رواه البخاري .
 
 لكن إذا كانت الأرملة قدر الله تعالى لها أن تفقد زوجها فليس معنى ذلك
 أن تمنع من ممارسة حقها في الحياة الكريمة . فموت الزوج ليس معناه
 نهاية الحياة بالنسبة للزوجة , وليس معناه أن تعيش بقية حياتها في 
أغلال وقيود لقب الأرملة .
 
 وللاسف فإنها عندما تفكر في الزواج مثلا تنهال عليها سيول الاتهامات 
والنظرات المشينة من قبل البعض , على الرغم أن الإسلام بشريعته 
السمحة يدعم الأرملة ويساعدها على التفاعل مع المجتمع , لكنها عندما 
تحاول الانخراط والتفاعل مع من حولها من الجيران والأقارب قد تجد من
 حولها من النساء الخوف من الاقتراب منها فالكل يتخوف منها على زوجه ,
 ما يدفعها أن تحبس وحيدة تعيش على ذكريات الماضي , 
بل تكون مرتعا لوسوسة الشيطان .
 
 لقد اعتبر الاسلام الزواج حقا للأرملة أجازه لها الشرع بعد انتهاء العدة ,
 وهي أربعة أشهر وعشرة أيام أو وضع الحمل إن كانت حاملا ,
 فلها أن تتزوج لتكمل حياتها في ظل أسرة مسلمة ..
 
 وقد تلجأ المرأة الأرملة للزواج عندما تشعر أنها بحاجة لرجل يقوم 
بدور الأب عندما تفقد استطاعتها في السيطرة على أبنائها , إضافة إلى 
المساندة المادية , أما من الناحية النفسية فإنها تلجأ للزواج لكثرة ما يلاحقها من
 آلام ومخاطر , فتنظر إلى الزواج كبداية لإعادة ترتيب أوراقها من جديد .
 
 على الجانب الآخر , تنال المرأة الأرملة الاحترام من المجتمع إذا أوقفت نفسها 
لأولادها وتفرغت لهم ورفضت الزواج بعد وفاة زوجها , خصوصا
 إذا كبر ابناؤها وكبرت هي ايضا في العمر ..