من: الأخت/ غرام الغرام
مجتمع تنقصه ثقافة التعبير عن مشاعره تجاه
( الجنس الناعم ).(1).
نساء يفضلن الرجل الذي يتحدث بمشاعره الصادقة عن الحب
والتضحية
الدمام، تحقيق ــ نورة الشومر
عندما يكون الزوج على قدر من التفاهم مع زوجته، من حيث التعامل
معها، فإن الحياة لا تصفو له من جميع النواحي، فهو مرتاح بمنزله،
لكنه قد يكون محل نقد واتهام مجرد خروجه منه، خاصةً ممن حوله
من الأصدقاء والأقارب، الذين قد يفسرون تفهمه ولينه مع زوجته
بالضعف والخوف، بل وتمتد أحياناً للسخرية، فيطلق البعض على
هذه الفئة من الرجال ( خروف )، أو ( خاتم في اصبع زوجته )،
لكونه يتبع زوجته ويراعيها ويدللها، والبعض ينظر له بمنظور
الشخصية المهزوزة والضعيفة، فبنظرهم المرأة يفترض ألا تدلل،
ولا تُلبى حاجتها بشكل سريع، لكي لا تسيطر على الرجل،
فيعيش الزوج بازدواجية وتناقض، بين ما هو مقتنع به
وبين ما يراه المجتمع مناسباً له.
فهل إظهار حب الرجل لزوجته ومحاولة احتوائه أمام الآخرين يعد عيباً؟،
وهل العقدة محصورة على مجتمعنا فحسب؟،
وهل دلال الزوج للزوجة يعني سيطرتها على زوجها؟،
وما تأثير مقارنة الزوج بحياة أصدقائه الزوجية لدى زوجته؟
التعبير عن حب الآخر
تؤكد نوال الزهير الأخصائية الاجتماعية أن الكثير من أفراد المجتمع
يعيش ازدواجية مطلقة حول نفسه، فمنهم من يفكر بنظرة الآخرين،
تجاه موضوع ما أو مسألة معينة قبل نظرته هو لها أو حكمه عليها،
مضيفةً أنه بحكم أن مجتمعنا شرقي فيغلب على أفراده نظرة العيب
والخجل حتى في أبسط الأمور، بل وينقصنا فن وثقافة التعبير
عن حب الآخر، والتعامل معها ليس فقط على نطاق الحياة الزوجية
فحسب، فهناك من الرجال من لا يجيد التعبير عنه بحاجيات ملموسة
لزوجته حتى داخل منزله، فالمسألة ليست محصورة على خارج المنزل
فحسب، مشيرةً إلى أن التربية والبيئة المحيطة بالزوج أو الزوجة،
تقيدهم بأمور والتزامات عدة، تفرض على الزوج عدم الخروج منها
مهما بلغ تحرره أو انفتاحيته، لاسيما لدى المقربين منه، وتنبع هذه
القناعات بتصرفات عده نلاحظها في مجتمعنا، وتختلف من شخص لآخر.
التناقض موجود
وحول التناقض الذي من الممكن أن يعيشه الزوج مع زوجته خارج المنزل،
أكدت نوال الزهير أن التناقض موجود بالحالتين،
فقد يخجل الرجل من إظهار حبه وتودده لزوجته خارج المنزل،
وأحيانا قد يحصل العكس داخل المنزل، فنرى الزوج غير لبق ولا يعبر
عن حبه بأي شكل من الأشكال، ولكن خارج المنزل تجده يجيد جميع
أنواع اللباقة والإتكيت معها ومع غيرها، تحسباً لنظر الآخرين
وإرضاء لذاته، وهنا الزوجة تشعر بالازدواجية.
أين الدورات؟
وتتساءل نوال الزهير عن غياب الدورات التي من شأنها توضيح
كيفية الإفصاح عن الحب تجاه الغير، فدائماً نجد الدورات والمحاضرات
المقامة محصورة على كيفية تنمية الذات، فبرأيي مهم جداً تعزيز
دورات طرق معاملة الآخر، وكيفية التعبير عن الحب له خاصة للمتزوجين،
مضيفةً يجب على الزوجين أن لا يقارنا حياتها الزوجية بحياة من
يعرفونهم من المتزوجين، وأن يعيش الزوج حياته بما يرضي الله
عز وجل، وبعيداً عن المقارنات، لأنه لا يمكن أن نقيس وضع
أي كان بالوضع ذاته، فقد تختلف الظروف المادية والاجتماعية
والتعليمية، وهذا بحذ ذاته يجعل المقارنة غير صحيحة.
في خارج المملكة يتغير
وتؤكد عائشة .م 30 عاماً، أن زوجها يهتم كثيراً بكلام الناس والمجتمع
في المملكة، لكن عند سفرهم بالخارج يتغير الحال معها، حيث
مساعدتها أمام الآخرين بحمل أطفالها، ليس ذلك وحسب بل كان
يراعيها حتى بالأماكن العامة، ويلازم مسك ذراعها أثناء سيرهم
في الشوارع، لكن سرعان ما تغير الحال لدى عودتهم إلى البلاد،
وعند سؤالها زوجها لماذا لا تساعدني بحمل الأطفال أثناء ذهابنا
للتسوق، كما كنا ونحن في الخارج،
أجابها بكل وضوح: في الخارج شيء وهنا شيء آخر
والأطفال من مسؤولياتك.