من الاخت/ الملكة نور
نعم العبد إنه أواب
عن عمرو بن السكن قال :
 كنت عند سفيان بن عيينة ، فقام إليه رجل من أهل بغداد ؛ 
فقال : يا أبا محمد ، أخبرني عن قول مطرف : لأن أعافى ،
 فأشكر ؛ أحب إلي من أن أبتلى فأصبر ؛ أهو أحب إليك ، 
أم قول أخيه أبي العلاء : اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي ؟
 قال : فسكت سكتة ؛ ثم قال : قول مطرف أحب إلي ؛
 فقال الرجل : كيف ، وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له ؟
 قال سفيان : إني قرأت القرآن ، فوجدت صفة سليمان مع العافية
 التي كان فيها :
 { نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ }
 ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه :  
{ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ }
  فاستوت الصفتان ، وهذا معافى ، وهذا مبتلى ؛ فوجدت الشكر قد
 قام مقام الصبر ؛ فلما اعتدلا : كانت العافية مع الشكر ، أحب إلي ،
 من البلاء مع الصبر .
قال ابن المنكدر لأبي حازم :
 يا أبا حازم ، ما أكثر من يلقاني ، فيدعو لي بالخير ،
 ما أعرفهم ، وما صنعت إليهم خيرا قط ؛
 قال له أبو حازم : لا تظن أن ذلك من عملك ،
 ولكن انظر الذي ذلك من قبله ، فاشكره ؛ وقرأ ابن زيد :
 { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا } .