 
			
				04-21-2016, 02:08 PM
			
			
			
		  
	 | 
	
		
		
		
			
			| 
				
				 Senior Member 
				
				
			 | 
			  | 
			
				
					تاريخ التسجيل: May 2015 
					
					
					
						المشاركات: 63,025
					 
					
					
					
					
					     
				 
			 | 
		 
		 
		
	 | 
	
	
		
	
		
		
			
			
				 
				نداءات المؤمنين- الجزء الأول
			 
			 
			
		
		
		
			
			  
من:الأخت / الملكة نــور 
نداءات المؤمنين 
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم 
( الجزء الأول ) 
  
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ }  
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد 
  
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، 
  
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، 
  
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . 
  
البشر عند الله صنفان لا ثالث لهما : 
  
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ 
 
 لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ } 
  
[ البقرة : 254 ] 
  
 لابدّ من مقدمة ، هؤلاء البشر الستة آلاف مليون ، أو هؤلاء البشر 
 من آدم إلى يوم القيامة مصنفون في مقاييس البشر بمئات التصنيفات ، 
لكنهم جميعاً عند الله صنفان لا ثالث لهما ، صنف عرف الله فانضبط 
بمنهجه ، وأحسن إلى خلقه ، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة ، وصنف غفل 
 عن الله وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا 
 والآخرة ، ولن تجد صنفاً ثالثاً ، 
قد يقول أحدكم ما الدليل ؟ 
 لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل قوله تعالى : 
  
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *   
 
وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى  } 
 
[ الليل : 1 - 4 ] 
  
1 ـ صنف عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه 
فسلم وسعد في الدنيا والآخرة : 
  
 متنوع مليون اتجاه لكنهم جميعاً يصبون في خانتين، دقق : 
  
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } 
[ الليل : 5 , 6  ] 
  
 بنى حياته على العطاء ، بالتعبير المعاصر بنى استراتيجيته على العطاء ، 
 يعيش ليعطي من كل شيء ، من علمه ، من ماله ، من جاهه ، من وقته ، 
 من خبرته ، من عضلاته : 
  
{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى } 
[ الليل : 5 ] 
  
 واتقى أن يعصي الله ، يعني استقامة وعمل صالح : 
  
{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } 
  
من بنى حياته على العطاء ساق الله له كل شيء لصالح دخوله الجنة 
 الترتيب يبدو معكوساً هو صدق بالحسنى ، صدق أنه مخلوق للجنة ، 
وأنه جاء إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة ، الاستقامة سلبية 
والعمل الصالح إيجابي ، الاستقامة ما غششت ، ما أكلت مالاً حراماً ، 
ما اغتبت ، ما أسأت ، ما كذبت ، سلبية ، أعطى من وقته ، من ماله ، 
من علمه ، من خبرته ، من جاهه : 
  
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* 
 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } 
 [ الليل : 5 - 7 ] 
  
 هذا أول صنف ، هذا الصنف في جميع البلاد موجود ، أعطى واتقى 
 وصدق بالحسنى ، أي صدق بالحسنى فاتقى أن يعصي الله ، 
 فبنى حياته على العطاء ، يعني أعطى لأنه صدق بالحسنى ، 
اتقى لأنه صدق بالحسنى ، الرد الإلهي لكل واحد منا : 
  
{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } 
[ الليل : 7 ] 
  
 سوف يسوق له ربنا كل شيء لصالحه ، لصالح سعادته ، 
 لصالح سلامته ، لصالح فوزه ، لصالح دخوله الجنة : 
  
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* 
 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } 
 [ الليل : 5 - 7 ] 
  
2ـ صنف غفل عن الله وتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه 
 فشقي وهلك في الدنيا والآخرة : 
  
 الصنف الثاني : 
  
{ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } 
[ الليل : 9 ] 
  
 آمن بالدنيا ، الجنة والنار في الدنيا ، الغني في جنة 
 والفقير في جنة ، فاستغنى أن يطيع الله ، لا يوجد حاجة يطيعه ، 
 وبنى حياته على الأخذ  صدقوا لن تجد على سطح الأرض في 
 الستة آلاف مليون صنفاً ثالثاً : 
  
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى* وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى* 
إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* 
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * 
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } 
[ الليل : 1 - 10 ] 
  
من أراد الدنيا و سعى لها كذب بالحسنى و النار مثوى له : 
  
 هو لماذا كذب بالحسنى ؟ 
لأنه أراد الدنيا ، ما هو الشيء الذي هو مادة الشهوات 
 تشتري سيارة وبيتاً وتتزوج أجمل امرأة وتسكن بأحلى قصر ؟ 
 المال، اسمع الآية : 
  
{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } 
[ الليل : 11 ] 
  
 في القبر، ترك إنسان مئات الملايين صديق المتوفى 
 رأى ابن المتوفى قال إلى أين أنت ذاهب ؟ 
 قال له ذاهب لأشرب الخمر على روح أبي . 
 ترك مالاً والابن جاهل : 
  
{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } 
[ الليل : 11 ] 
  
 في القبر ، بيته الفخم ، أمواله الطائلة ، الأموال المنقولة 
وغير المنقولة ، مركبته الفارهة ، مقتنياته الثمينة ، 
التحف النفيسة ، خصوصياته ، يؤخذ منه كله . 
  
كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب 
ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك : 
  
 لذلك جاءت الآية الكريمة : 
  
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } 
[ البقرة : 256 ] 
  
 يا من آمنتم بالآخرة ، يا من آمنتم بجنة عرضها السماوات 
 والأرض ، يا من آمنتم أنكم مخلوقون للجنة : 
  
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا َ } 
 [ البقرة : 254 ] 
  
 وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، نحن من خطأنا الفادح 
 نتوهم أن الدين صلاة وصوم وحج وزكاة انتهى الأمر، 
والله و أبالغ الدين خمسمئة ألف بند ، منهج تفصيلي يبدأ من 
 فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية ، في بيتك ، في طعامك ، 
في شرابك ، في نومك ، في  مزاحك ، في غضبك ، في رضاك ، 
 في أن تأخذ حقك ممن اعتدى عليك : 
  
{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } 
[ الشورى : 40 ] 
  
 يقول لك سأكيل له الصاع عشرة أصواع بخلاف القرآن ، فيا أيها الأخوة ، 
 كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، طبعاً عند علماء الأصول 
 ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك. 
  
الأمر في القرآن الكريم إما أمر ندب أو أمر إباحة أو أمر تهديد : 
  
 إذا الله عز وجل قال : 
  
{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } 
[ الكهف : 29 ] 
  
 هذه لام الأمر ، 
 هل يعقل أن يأمرنا الله أن نكفر ؟ 
 هذا اسمه أمر تهديد، إذا قال تعالى: 
  
{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } 
[ الأعراف : 31 ] 
  
 كلوا واشربوا ، لست جائعاً هذا أمر إباحة،  إذا قال تعالى: 
  
{ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ  } 
[ النور : 32 ] 
  
 ما معه يتزوج هذا أمر ندب ، هناك أمر ندب ، 
أمر إباحة ، أمر تهديد. على كل إنسان أن يبني حياته 
 على العطاء لا على الأخذ 
  
 أما كل أمر إن فقد القرينة التي تدل على عكس الأمر  
  فهو أمر يقتضي الوجوب :    
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ َ } 
 [ البقرة : 254 ] 
  
 مطلقة ، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، أنت متفوق بالرياضيات 
لك ابن أخ ضعيف بالرياضيات أنفق من اختصاصك لخدمة ابن أخيك 
 هذا إنفاق ، فلان صديقك وعنده إنسان مظلوم ولك مكانة عنده اذهب إليه ، 
 أنا أنفق من جاهي من صداقتي لهذا الإنسان , ابن حياتك على العطاء. 
  
الأقوياء قمم أهل الدنيا و الأنبياء قمم أهل الآخرة :   
 الآن أقول هذا الهرم البشري الستة آلاف مليون يقع على رأسهم 
 زمرتان ، أقوياء وأنبياء ، قمم أهل الدنيا الأقوياء ، وقمم أهل الآخرة 
 الأنبياء ، والأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا ، 
 ماذا ترك النبي عليه الصلاة والسلام ؟ 
 قال يا رب : 
(  لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، و َمَا يُخَافُ أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ ، 
وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ 
وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ  ) . 
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان عَنْ أَنَسٍ 
صححه الالبانى 
  
 كانت غرفته لا تتسع لصلاته ونوم زوجته ، صغيرة جداً ، 
أعطى ولم يأخذ ، والأقوياء الفراعنة أخذوا من الناس كل شيء ، 
 أخذوا جهدهم ، أخذوا وقتهم ، هذه الأهرامات مبنية بعرق شعب بائس 
 مسحوق فقير مضطهد ، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا ، والأنبياء أعطوا 
ولم يأخذوا ، والأنبياء ملكوا القلوب ، اذهب إلى المدينة المنورة 
 قف أمام المقام الشريف كم إنسان يبكي أمامه ؟ ما التقوا معه ، 
 ما أخذوا منه شيئاً ، ملكوا القلوب بكمالهم ، 
سيدنا الصديق له جارة يقدم لها بعض الخدمات يحلب لها الشياه ، 
 فلما أصبح خليفة المسلمين دخل الألم على هذه الجارة لأن هذه الخدمة 
 في ظنها توقفت ، في صبيحة يوم استلام الخلافة طرق باب الجارة 
 صاحبة البيت قالت لابنتها : 
 افتحي الباب يا بنيتي ، 
 ثم سألتها من الطارق ؟ 
 قالت جاء حالب الشاة يا أماه ، 
قالت إنه أمير المؤمنين . 
 هكذا ربى النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه ، 
 اشتهى اللحم سيدنا عمر قال قرقر أيها البطن أو لا تقرقر 
والله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين ، ربى أصحابه 
 ليكونوا أعلاماً في الأرض هذا الدين يا أخوان ، الدين تواضع ، 
 الدين عطاء ، الدين خدمة ، فلذلك : الأنبياء ملكوا القلوب ، 
والأقوياء ملكوا الرقاب ، الأنبياء عاشوا للناس ، حياتهم لخدمة البشر ،  
  والأقوياء عاش الناس لهم . 
  
والحمد لله رب العالمين  
 
 
		
		
		
		
		
		
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |