 
			
				04-12-2016, 10:10 AM
			
			
			
		  
	 | 
	
		
		
		
			
			| 
				
				 Senior Member 
				
				
			 | 
			  | 
			
				
					تاريخ التسجيل: May 2015 
					
					
					
						المشاركات: 63,025
					 
					
					
					
					
					     
				 
			 | 
		 
		 
		
	 | 
	
	
		
	
		
		
			
			
				 
				الأمثال في القرآن  - جزء سابع
			 
			 
			
		
		
		
			
			  
من: الأخت / الملكة نــور 
الأمثال في القرآن  
جزء سابع 
 
الأمثال في القرآن   
 
  للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي  
 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد  
 
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، 
 
 اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، 
 
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . 
 
قال تعالى : 
 
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ } 
 
[ الروم : 28 ] 
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد 
 
 وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، 
 
 أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين . 
 
حقيقة الإيمان ليس أن يقر الإنسان بوجود الله 
 
 بل أن يؤمن أنه هو الفعال : 
 
 أيها الأخوة الكرام ، لا زلنا في أمثال القرآن الكريم ، 
 
 والآية اليوم هي قوله تعالى : 
 
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ 
 
 مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ  
 
أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } 
 
[ الروم : 28 ] 
 
 أيها الأخوة، أن تقول: أنا مؤمن 
 
 لأنني أُقر بوجود الله، إبليس اللعين قال : 
 
 
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } 
 
[ ص : 82 ] 
 
 وقال : 
 
{ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } 
 
[ ص : 76 ] 
 
 وقال : 
 
{ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } 
 
[ الأعراف : 14 ] 
 
 لكن حقيقة الإيمان ليس أن تقر بوجود الله ، أن تؤمن أنه هو الفعال ، 
 
 هو الرافع ، هو الخافض ، هو المعطي ، هو المانع ، هو المعز ،  
 
هو المذل ، الدين توحيد ، ألا ترى مع الله أحداً ، ألا ترى يداً تعمل  
 
عملاً مع الله ، أن ترى أن كل شيء بيد الله ، أن كل شيء يرجع إلى الله . 
 
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } 
 
[ هود : 123 ] 
 
من ازداد إيماناً  
 
جاءت مقاييسه مطابقة لمقاييس القرآن الكريم : 
 
 الحقيقة التوحيد كفكرة سهل ، أما أن تعيش التوحيد فهذا شيء  
 
يحتاج إلى جهد كبير ، مثلاً : 
 
 حينما تقرأ قوله تعالى : 
 
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } 
 
[ الأحزاب : 71 ] 
 
 لو أنك ممن يطيع الله مثلاً ولكنك فقير ، رأيت صديقاً لك في أعلى درجات 
 
 الغنى ، بيته فخم جداً ، مساحات واسعة ، عنده مركبتان أو ثلاث ، 
 
 دخله فلكي ، طعام ، شراب ، ثياب ، إذا تصورت أنه هو الفائز ، 
 
 وأنت مطيع لله ، وهو لا يطيع الله ، فإنك لا تعيش هذه الآية ، 
 
 قد تتحدث عن معناها ، قد تدرك معناها ، أما أن تعيشها فلا ،  
 
فرقٌ كبير بين أن تفهم معنى الآية وبين أن تعيشها . 
 
 مرة ثانية أنت مطيع لله ، والله عز وجل يقول  
 
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } 
 
[ الأحزاب : 71 ] 
 
 المعنى واضح ، سهل جداً ، سهل الإلقاء و سهل الفهم ،  
 
لكن حينما ترى أن هذا الصديق الفاسق ، الفاجر ، الذي يملك هذه البيوت ، 
 
 وتلك المركبات ، وهذه المكانة ، وهذا الدخل الفلكي ، أن تراه هو الفائز ،  
 
ولست أنت ، أنت لا تعيش الآية ، فالبطولة لا أن تفهم معنى الآية 
 
 أن تعيشها ، أعلى درجات الفهم لكتاب الله أن تعيش الآيات ، 
 
 لذلك قال تعالى : 
 
{ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ  
 
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } 
 
[ آل عمران : 185 ] 
 
 يا ترى أنت في حياتك اليومية ، في علاقاتك ببني البشر ، 
 
هل ترى أن تزحزح عن النار وأن يتاح لك دخول الجنة 
 
 هذا هو الفوز العظيم؟  
 
هذا هو الفوز ، فكلما ازداد إيمانك تأتي مقاييسك مطابقة 
 
 لمقاييس القرآن الكريم ، فإذا ضعف الإيمان تستخدم مقاييس أرضية ،  
 
والآن الناس يُعظمون الأغنياء والأقوياء ، ومن له وسامة فائقة ،  
 
ومن له دخل كبير ، ومن له منصب رفيع ، هذه مقاييس البشر ، 
 
 لكن عند خالق البشر الإنسان الفائز هو المطيع ولو كان ضعيفاً أو فقيراً ، 
 
 فكلما ازددت إيماناً تأتي مقاييسك مطابقة لمقاييس القرآن الكريم . 
 
الله عز وجل ما أمر الإنسان أن يعبده  
 
إلا بعد أن طمأنه : 
 
 لذلك الله عز وجل يضرب الأمثال ،  
 
أنت إنسان صاحب مؤسسة تجارية كبيرة لو عندك بعملك التجاري 
 
 موظفون ، ولك شريك ،  
 
هل يعقل أن تخاف من هذا الموظف ؟  
 
بكلمة واحدة تصرفه من العمل ، بكلمة واحدة ، هذا موظف ،  
 
يمكن أن يطالبك بالتأمينات ، أو يطالبك بالتعويض ، 
 
 لكن هل يستطيع هذا الموظف الذي جئت به وعينته في المؤسسة 
 
 أن يزيحك من هذه المؤسسة؟  
 
هل يستطيع أن ينافسك في القرار؟ 
 
 أن يملي عليك أمراً ؟ 
 
 مستحيل ، هو موظف ، له حق عندك ، تعطيه حقه وانتهى الأمر ، 
 
 أما الشريك ، الشريك آمر ، الشريك يحاسب ، الشريك يسأل ، 
 
 أنت لم تداوم هذه السنة ، أنا داومت ، أنت لم تبذل جهداً ، 
 
 أنا بذلت ، أنت لم تدفع ، أنا دفعت  
 
فالشريك يسأل ، أما الأجير لا يسأل  
 
 فالله عز وجل قال :  
 
  أنتم لا ترضون لأنفسكم أن يكون عندكم أجير  
 
أن يكون شريكاً لكم في العمل، يملي عليكم ، ويتدخل في شؤونكم ، 
 
 ويأخذ قراراً ، وهو أجير وليس شريكاً، أما الشريك فممكن . 
 
 فالله عز وجل يقول :  
 
  ضرب الله مثلاً من حياتكم ، من أنفسكم ، 
 
 من معطياتكم ، مما تعيشون 
 
{ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } 
 
[ الروم : 28 ] 
 
 أي ملكت أيمانكم من كان يعمل معكم بالمعنى المعاصر ، 
 
{ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ } 
 
[ الروم : 28 ] 
 
 هل يعقل أن 
 
{ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ } 
 
[ الروم : 28 ] 
 
 أن تخاف هذا الأجير كما تخاف الشريك ، الشريك يحاسب ، 
 
 والذي له شريك له معلم ،  
 
هل يعقل أن تخاف هذا الأجير على أنه شريك ؟ 
 
 مستحيل ، أنت لا ترضى هذا لنفسك فكيف رضيته لربك ،  
 
كيف تقول هؤلاء آلهة اللات والعزة ، حجر إله ؟ 
 
 أساساً هناك قبيلة صنعت لها إلهاً صنماً من تمر ، فلما جاعت أكلته ، 
 
 قالوا : أكلت ودٌ ربها ، أي هل من الممكن أن ترى أن قطعة حجر إله ، 
 
 الآن الناس لا يعبدون حجراً ، لكن يعبدون بعضهم بعضاً ،  
 
أنت لمجرد أن تعصي خالقك ، وأن تطيع مخلوقاً خوفاً من هذا المخلوق 
 
 فأنت لا تعرف الله ، وأنت لا تعبده عباده حق ،  
 
القضية خطيرة أيها الأخوة ، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد . 
 
 لذلك الله عز وجل ، قبل أن يأمرك أن تعبده طمأنك ،  
 
قال لك : 
 
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } 
 
[ هود : 123 ] 
 
 فاعبده ، متى أمرك أن تعبده بعد أن طمأنك . 
 
علاقة المؤمن مع جهة واحدة هي الله عز وجل : 
 
 لذلك أخواننا الكرام ، أنت تصور موظفاً بشركة لها صاحب ، 
 
 توفي هذا الصاحب وله خمسة أولاد ، فاستلموا العمل مكان أبيهم ، 
 
 لكن هؤلاء الأولاد متشاكسون ، متخاصمون ، وأنت موظف عندهم جميعاً ، 
 
 هذا يعطيك أمراً أن اذهب إلى هذا المكان ، الثاني يسأل عنك لا يجدك يعنفك ، 
 
 حياة لا تطاق ، خمسة مدراء متشاكسون وأنت تابع لهم ، 
 
 شيء فوق طاقة البشر ، أما تصور لهذه المؤسسة مديراً واحداً ،  
 
فأنت إذا حسنت تعاملك معه فهذه قضية سهلة . 
 
 ميزة المؤمن علاقته مع جهة واحدة ، مع الله ، اجعل الهموم هماً واحداً  
 
يكفك الهموم كلها ، من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها ، 
 
 اعمل لوجه واحد يكفك الوجه كلها ، أنت حينما تؤمن أن وجودك ، 
 
 وسلامة وجودك ، وكمال وجودك ، واستمرار وجودك ، بيد الله ،  
 
و أن رزقك بيد الله ، و أن الخير من الله ، و أن الذي يزعجك من الله ، 
 
 و أنك في قبضة الله ، لا تعبد إلا الله ، و لا تعبأ بغيره ،  
 
الآية الكريمة فيها تحدٍّ كبير قال : 
 
{ فَكِيدُونِي جَمِيعاً } 
 
[ هود : 55 ] 
 
 كيدوني ، أي افعلوا ما بدا لكم : 
 
{ ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ } 
 
[ هود : 55 ] 
 
 لا ترتدوا : 
 
{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ  
 
إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } 
 
[ هود : 56 ] 
 
 مثل للتقريب : 
 
 وحوش كاسرة ، ضباع ، ذئاب ، أسود ، لكنها مربوطة بحبال  
 
وأزمة محكمة ،  
 
أنت علاقتك مع من ؟  
 
مع الوحوش أم مع من يقبض زمامها ؟  
 
هذه قصة لك ، الناس ضعيفو الإيمان ، الواقعون في الشرك الخفي ،  
 
علاقتهم مع الوحوش يخافونه ، فإذا اقترب بعض الوحوش منهم 
 
 انهاروا من الخوف ، لكن هناك إنساناً علاقته مع من يملكها ،  
 
يرضيه ، فإذا أرضاه أبعدها عنه . 
 
لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه : 
 
 لذلك ما من حديث جامع مانع كهذا النص : 
 
( لا يخافن العبد إلا ذنبه ، ولا يرجون إلا ربه ) 
 
 هناك أمراض وبيلة ، وحوش كاسرة ، أنت في خيمة هناك عقارب ،  
 
وأفاع ، وثعابين ، و لصوص ، و قطاع طريق ، والله الحياة تصور  
 
مليون سيف فوق رأس كل إنسان ، أي ورم خبث يجعل حياة الإنسان 
 
 جحيماً لا يطاق . 
 
 لي صديق يحمل أعلى شهادة في الجيولوجيا ، وقدم إلى بلده ، 
 
 وعين بمنصب رفيع جداً ، بعد حين فقد بصره ،  
 
زاره صديق له قال له : والله أتمنى أن أجلس على الرصيف  
 
أتكفف الناس وأن يرد لي بصري . 
 
 بصرك بيد الله ، سمعك بيده ، حركتك بيده ، عقلك بيده ، زوجتك بيده ، 
 
 أولادك بيده ، حرفتك بيده ، دخلك بيده ، مكانتك بيده ، 
 
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ } 
 
[ هود : 123 ] 
 
 كل شيء بيد الله عز وجل ، والله له منهج ، والتعامل معه وفق قوانين ، 
 
 فأنت إذا أرضيت الله وحده رضي الله عنك وأرضى عنك الناس ، 
 
 ودقق في هذا الحديث حيث لا يوجد أدق منه : 
 
( من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، 
 
 ومن أسخط برضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) . 
 
أخرجه الترمذي والإمام أحمد وابن حبان عن عائشة أم المؤمنين  
 
 ومن ابتغى أمراً بمعصية ، كان أبعد ممن رجا ،  
 
وأقرب ممن اتقى ، لذلك 
 
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ 
 
 مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ 
 
 أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } 
 
[ الروم : 28 ] 
 
 عندك أجير أخذ قراراً ببيع المحل ، المحل ليس له ،  
 
من صلاحيات الأجير يبع المحل ؟ 
 
 يطلب منك تعويضاً ، يطلب منك زيادة راتب ، أما يبيع المحل  
 
وأنت لا علم لك فهذا لم يعد أجيراً صار شريكاً ،  
 
القصة كلها كل ما سوى الله أجير ، فإذا أنت عاملتهم كشركاء 
 
 تكون وقعت في الشرك الخفي ، هذا الشرك الخفي خطير جداً ، لذلك : 
 
 ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي  
 
 أما إني لست أقول أنكم تعبدون صنما ولا حجراً  
 
 ولكن شهوة خفية وأعمال لغير الله ) . 
 
أخرجه البزار عن عبد الرحمن بن غنم  
 
 أريد أن أقول لكم : 
 
 هل يمكن أن يضغط الدين كله بكلمة واحدة ؟ 
 
 نعم إنها التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد . 
 
والحمد لله رب العالمين 
  
 
 
		
		
		
		
		
		
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |