من :الأخت الزميلة / جِنان الورد
ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺴﻮﺀ والصحبة الصالحة
الصحبة الصالحة
ﻗﺎﻝ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إنمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك،
ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه،
وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ،
وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة )
رواه البخاري
ﺷﺒﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻛﺤﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺴﻚ
ﻳﺼﻴﺒﻚ ﺑﺮﻳﺤﻪ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔﻟﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﻓﺎﺿﻠﺔ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ
ﻭﻳﻨﻬﺎﻙ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﺄﺧﺬ ﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺗﺤﻔﻴﻆ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻨﺼﺤﻚ ﺇﺫﺍﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ويحثك ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮ ﻭﺍﻟﻌﻠﻦ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻻ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥﺇﻻ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﻭﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﺛﻤﺎﺭﺣﺴﻨﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻭﻣﺎ ﻣﺜﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ
ﺍﻟﺮﺯﻳﻦ ﻓﺄﻣﺎ ﺻﺎﺣﺐﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ ﻭﻓﻲ
ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ ﻭﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻪﻳﻘﻮﻝ صلى الله عليه وسلم:
( ﺑﻌﺜﺖ ﻷﺗﻤﻢ ﻣﺤﺎﺳﻦﺍﻷﺧﻼﻕ )
ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ
ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﺃﻥ ﺛﻤﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺛﻤﺮﺓﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ
ﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻋﻠﻘﻤﺔ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﺻﻲﺍﺑﻨﻪ
« ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻋﺮﺿﺖ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺒﺔ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﺄﺻﺤﺐﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺧﺪﻣﺘﻪ
ﺻﺎﻧﻚ ﻭﺇﻥ ﺻﺤﺒﺘﻪﺯﺍﻧﻚ ﻭﺇﻥ ﻗﻌﺪﺕ ﺑﻚ ﻣﺆﻧﺔ ﻣﺎﻧﻚ [ﺃﻱ ﻛﻔﺎﻙ] ﻭﺃﺻﺤﺐ
ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺪﺩﺕ ﻳﺪﻙ ﺑﺨﻴﺮ ﻣﺪﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻚ ﺣﺴﻨﺔ ﻋﺪﻫﺎ ، ﻭﻹﻥ ﺭﺃﻯ
ﺳﻴﺌﺔ ﺳﺪﻫﺎ ، ﺃﺻﺤﺐﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺃﻋﻄﺎﻙ ﻭﺇﻥ ﺳﻜﺖ ﺍﺑﺘﺪﺍﻙ ﻭﺇﻥ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﻚ
ﻧﺎﺯﻟﺔ ﻭﺍﺳﺎﻙ ﺃﺻﺤﺐ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻚ ﻭﺇﻥ ﺣﺎﻭﻟﺖﺃﻣﺮﺍ ﺁﻣﺮﻙ
[ﺃﻱ ﺃﻋﺎﻧﻚ] ﻭﺇﻥﺗﻨﺎﺯﻋﺘﻬﻤﺎ ﺁﺛﺮﻙ .
ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺴﻮﺀ :
ﻻ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻻﻳﻨﻬﺎﻙ ﺍﻻ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻭ ﻳﺄﻣﺮﻙ ﺑﺎﻟﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﻳﻀﻌﻒ ﻋﻨﺪﻙﻣﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻭﺇﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻮﺳﻮﺱ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ
ﻭﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦﺣﺒﻞ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ﻭﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻤﺘﺪ ﺑﺮﻛﺔ ﺭﻓﻘﺘﻪ ﻟﻚ ﺑﻌﺪ
ﻣﻮﺗﻚ ﻓﺘﺠﺪﻩ ﻋﻨﺪ ﻗﺒﺮﻙﻳﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﻗﻚ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ
ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺧﺮ ﻓﻼ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺇﻥ ﺩﻋﺎ لا ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﻲﻭﻣﻮﺑﻘﺎﺕ ﺑﻞ ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺃﺛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ
💭 ﻓﺎﺫﺍ ﺑﺎﻟﻤﺘﺤﺎﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﻣﻨﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ الله
صلى الله عليه وسلم ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
( أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي ؟
الْيَوْمُ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي )
ﻭﺳﻴﺘﺒﺮﺃ ﺍﻟﺮﻓﻘﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻮﻯﺍﻟﻠﻪ
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }
[ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ : 67]
ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺬﺭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕﺭﻓﻘﺎﺀ
ﺍﻟﺴﻮﺀ،ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﺎﻫﺮﻭﻥﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻳﺒﺎﺷﺮﻭﻥ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻭﺍﺯﻉ
ﺩﻳﻨﻲ ﻭ ﻻ ﺃﺧﻼﻗﻲ ﻟﻤﺎﻓﻲ ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺀ،ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ،
ﻭﺣﺚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺄﺻﺪﻗﺎﺀ
ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫﺍ ﻧﺴﻴﺖﺫﻛﺮﻭﻙ، ﻭﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﺕ ﺃﻋﺎﻧﻮﻙ .
إلا في ظل ﻛﻞٌ ﻣﻨﺎﻓﻲ ﺭﻓﻘﺘﻪ
ﻭﻟﻴﺴﺄﻝ ﻧﻔﺴﻪ :
ﻫﻞ ﻫﻲ ﺭﻓﻘﺔ ﺧﻴﺮ ﺃﻡ ﺳﻮﺀ
ﺟﻌﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻼﻟﻪ ﻭﺟﻤﻌﻨﺎ
تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.