30  قصة                    من قصص حفظ السلف لألسنتهم
                                                                             26- وذكر عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنه                    قال :
                     إن                    العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها                    ، 
                    فيقول يا رب : من أين لي هذا؟فيقول : هذا بما اغتابك                    الناس 
                                                                             ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على                    عهد رسول الله
                     صلى                    الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا ؟قال : لأن الغيبة قد                    كثرت 
                    في يومنا، فامتلأت الأنوف منها ، فلم تتبين الرائحة                    وهي النتن ، ويكون 
                    مثال هذا ، مثال رجل دخل الدباغين ، لا يقدر على                    القرار فيها من شدة 
                    الرائحة ، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون                    الشراب ولا تتبين 
                    لهم الرائحة ، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها ، كذلك                    أمر الغيبة 
                                                          28- قال عبد الله بن المبارك                    :
                     قلت                    لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة                    ،
                     ما                    سمعته يغتاب عدواً له قط ، فقال : هو أعقل من أن يسلط                    
                                                          29- روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل                    
                    فذكر له عن رجل شيئا ،فقال له عمر                    :
                    إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل                    هذه الآية :
                                        { إِن                    جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا                    }
                                       وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية                    
                                       { هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ }                    
                                       وإن شئت عفونا عنك ؟ فقال : العفو يا أمير المؤمنين                    ،
                                                          30- قال رجل لعبد الله بن عمر – وكان أميراً –                    
                    بلغني أن فلاناً أعلم الأمير أني ذكرته بسوء ، قال :                    
                    قد كان ذلك ، قال فأخبرني بما قال حتى أظهر كذبه عندك                    ؟ قال : ما أحب 
                    أن أشتم نفسي بلساني ، وحسبي أني لم أصدقه فيما قال ،                    
                                                                             كُتيب ( أحصاه الله ونسوه) لعبد المحسن القاسم                    .
                    تم الكتاب بعون الله تعالى