1- الإخلاص في النَّصِيحَة :
على الناصح أن يرجو بنصيحته وجه الله تبارك وتعالى،
فلا يقصد بنصيحته الأغراض الدنيوية من رياء، وسمعة،
وحب شهرة وغيرها، أو عيب المنصوح والحطَّ من قدره.
{ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }
( إنَّما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى )
الذي يقوم بالنَّصِيحَة لا ينصح في أمر يجهله،
بل لا بد أن يكون عالـمًا بما ينصح به،
{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }
بل ينبغي أن يسرَّ بنصيحته للمنصوح له، فلا ينصحه أمام الملأ :
تـعـمـدنــي بـنـصــحــك فـــي انــفــرادي
وجـنـبـنـي الـنَّـصِـيـحَـة فـي الـجـمـاعـة
فـــإن الـنــصــح بــيــن الــنــاس نــــوع
مــن الـتـوبـيــخ لا أرضــى اسـتـمـاعــه
وإن خـالـفـتــنــي وعــصــيــت قــولـــي
فـــلا تــجـــزع إذا لــــم تــعـــط طــاعـــة
[ من وعظ أخاه سرًّا، فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية،
[ من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة،
ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما فضحه ]
[ كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سرًّا حتى قال بعضهم:
من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة،
ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبَّخه ]
[ إذا نصحت فانصح سرًّا لا جهرًا، أو بتعريض لا بتصريح،
إلا لمن لا يفهم، فلا بدَّ من التصريح له ]
4- مراعاة الوقت والمكان المناسب.
5- اللين والرفق في النَّصِيحَة:
أن تكون النَّصِيحَة بالرفق واللين، والأسلوب الحسن،
مع انتقاء الألفاظ المحبَّبة، وعدم استخدام الأساليب المنفِّرة،
{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ }
فعن ثابت، أن صلة بن أشيم وأصحابه، أبصروا رجلًا قد أسبل إزاره،
فأراد أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم، فقال صلة:
دعوني أكفيكموه، فقال: يا ابن أخي إنَّ لي إليك حاجة،
فقال لأصحابه: هذا كان مثل لو أخذتموه بشدة؟
6- أن لا تكون النَّصِيحَة على شرط القبول:
[ لا تنصح على شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه،
فأنت ظالم لا ناصح، وطالب طاعة لا مؤدي حق ديانة وأخوة،
وليس هذا حكم العقل ولا حكم الصداقة،
ولكن حكم الأمير مع رعيته والسيد مع عبيده ]