الشاعر / عبد العزيز جويدة
وإنْ كانتْ جميعُ الناسِ أكفاءً
فلا قبلَكْ ، ولا بعدَكْ ،
ولا طمعًا بفردوسينِ في الجنَّةْ
ولكني أُحبُّكَ يا رسولَ اللهْ
أقولُ لعلَّ آخرتي تُعوِّضُني
أجيئُكَ حاملاً عِشقي ومَعصيتي
تُقبِّلُهم بكلِّ الحبِّ والترحابْ
بيومٍ كلُّنا آتيهِ مُنفردًا
بلا مالٍ ، ولا جاهٍ ، ولا أنسابْ
صحيحٌ ما رأيتُ النورَ من وجهِكْ
ولا يومًا سمعتُ العذبَ من صوتِكْ
ولا يومًا حملتُ السيفَ في رَكبِكْ
ولا يومًا تطايرَ من هنا غضبي
ولا يومًا حملتُ الزادَ والتقوى
وعندي دائمًا شيءٌ من الحيرةْ
أمامَ الصَّحْبِ والخِيرةْ
ولا "عثمانَ" حينَ نراهُ قد نصرَكْ
ولا عَمْرًا ، ولا "خالدْ"
ولم أسمعْ "بلالاً" لحظةَ التكبيرْ
وما قُطِعَتْ يدي في الحربْ
ولا يومًا رفعتُ الرايَ خفَّاقةْ
أنا طفلٌ يُداري فيكَ إخفاقَهْ
فحبُّكَ داخلي نوعٌ من الظمأِ ،
أحبُّ محمدَ الجارَ الذي يُكرِمْ
أحبُّ محمدَ الأبَّ الذي يحنو
أحبُّ محمدَ الزوجَ الذي يَعدِلْ
أحبُّ محمدَ المكسورَ للخالقْ
أحبُّ محمدَ الطِيبَ الذي يَنضحْ
وأوَّلَ أحرُفٍ جاءَتْ من الترتيلْ
في القرآنِ ، والتوراةِ ، والإنجيلْ
بصدرِ "خديجةٍ" يبكي من الخوفِ
وجبريلٌ يَمُدُّ يديهِ في شغفٍ
ودمعُ الناسِ حباتٌ من اللؤلؤْ
وصوتُ الحقِّ في قلبِ المحبينَ
وفي عينيهِ لؤلؤتانِ قد فاضا
ملائكةٌ من الرحمنِ قد جاءَتْ
ولا شيءٌ سيُدركُني وأُدركُهُ