صورة تخيلية لنجم نيوتروني يصدر إشعاعاً ثاقباً هو الأعنف الذي
النجم النيوتروني هو عبارة عن نجم أثقل من الشمس بقليل وقد استنفذ
وقوده النووي، فلم يعد قادراً على الاشتعال، فبدأ بالانكماش على نفسه
وبدأت مادته بالتهاوي والسقوط نحو مركز النجم مما يؤدي إلى انضغاطه
بشدة كبيرة وتفكك ذراته بفعل الجاذبية الهائلة إلى بروتونات وإلكترونات
ومن ثم تندمج هذه الأجسام متحولة إلى نيوترونات، ولكن النواة تكون في
حالة مختلفة حيث تبدأ في داخلها ذرات الحديد بالتشكل، وبالتالي يمكنك
أن تتخيل كرة ضخمة من الحديد محاطة بسائل كثيف من النيوترونات،
ببساطة هذا هو النجم النيوتروني [5].النجم النيوتروني يبلغ وسطياً من
1.4 حتى 5 أضعاف وزن الشمس، وإذا زاد وزنه على ذلك سوف يتحول
إلى ثقب أسود. أما نصف قطر هذا النجم فيبلغ من 10 إلى 20 كيلو متر.
فإذا كان لدينا نجم نيوتروني وزنه 1.4 وزن الشمس، ونصف قطره 15
كيلو متر، فإذا علمنا بأن وزن الشمس هو 2 وبجانبه 30 صفراً كيلو
غرام، أي ألفي بليون بليون بليون كيلو غرام، فإن وزن هذا النجم
النيوتروني سيبلغ 2.8 ألف بليون بليون بليون كيلو غرام، وبحساب
بسيط نستنتج أن كل سنتمتر مكعب من هذا النجم يزن 200 ألف
رسم يمثل النجم النيوتروني، موضحاً عليه أبعاده وكتلته. ويقول العلماء
إن سطح هذا النجم أملس جداً ويتكون من الحديد، ولذلك فإن تشبيه هذا
النجم بالمطرقة دقيق من الناحية العلمية.
وتصور أخي القارئ أننا لو أحضرنا إبرة صغيرة جداً من هذا النجم
الثاقب، فإن وزنها سيكون 200 مليون كيلو غرام، هذه الإبرة
النيوترونية الثاقبة لو وضعت على الأرض لثقبتها واخترقتها بالكامل!!
فكيف لو أحضرنا نجماً قطره 20 كيلو متر مثلاً؟! من هنا ندرك ضخامة
وعظمة هذه النجوم وأهميتها في السماء، وأنها من الآيات التي تدل
على عظمة الخالق وقدرته تبارك وتعالى.
تدور هذه النجوم بسرعات عالية جداً، وتبلغ سرعات بعضها عدة مئات
من الدورات في كل ثانية، وهي دقيقة جداً في دورانها، ولذلك يمكن
استخدامها كساعات كونية دقيقة. ويتولد بنتيجة دوران هذه النجوم
حقل مغنطيسي قوي جداً يعادل ألف مليون ضعف الحقل المغنطيسي للأرض.
إن سبب سماعنا لصوت الطرقات هو دوران هذه النجوم بسرعة هائلة
حول مركز دورانها، وأثناء دوران هذا النجم فإنه يحقق نتيجتين الأولى
أنه يعطي طرقات منتظمة، والثانية أنه يصدر إشعاعات تستطيع ثقب
أي شيء يصادفها، أي أن دوران هذه النجوم يسبب الطرق والثقب.
إنها تثقب أي شيء تصادفه!!
لقد رصد العلماء في أمريكا وأوربا الموجات الجذبية الصادرة عن النجوم
الثاقبة، وقالوا إذا كان الضوء يمكن أن يصطدم بالحواجز المادية فلا
يستطيع اختراقها، فإن الموجات الجذبية الهائلة التي يصدرها النجم
الثاقب تخترق أي شيء، حتى أجسامنا فإنها تُخترق في كل لحظة بهذه
الأمواج ولا نحس بها [7]!هنالك جسيمات دقيقة جداً تطلقها هذه النجوم
بكميات كبيرة أثناء تشكلها بعد انفجار النجم الأصلي، وتدعى "نيوترينو"
ويعرف العلماء هذه الجسيمات [8]:
"Neutrinos are electrically neutral, virtually mass-less
elementary particles that can pass through miles
of lead unhindered. Some are passing through your
وهذا يعني أن النيوتريونوات هي جسيمات عديمة الشحنة وليس لها كتلة،
هذه الأجسام الأولية تخترق الرصاص مسافة أميال عديدة دون أن يعرقلها
أي شيء! وهي تخترق جسدك الآن وأنت تقرأ هذه المقالة!!!
تتعرض الأرض ومن عليها في كل لحظة لجسيمات كونية فائقة الصغر
مثل النيوترينو، وهذه الجسيمات تبث من المطارق الكونية أثناء تشكلها،
وتثقب الغلاف الجوي للأرض وتثقب البحار والجبال، حتى إن العلماء
وجدوا آثاراً لهذه الجسيمات في أعماق البحار وفي أخفض نقطة وصلوا
إليها تحت سطح الأرض، ويخبرنا العلماء أن النيوترينوات وهي أجسام
عديمة الشحنة والوزن، تستطيع ثقب واختراق طبقة من الرصاص يبلغ
سمكها عدة كيلو مترات، حيث تعجز جميع الأجسام الأخرى عن اختراق
أكثر من أمتار محددة من الرصاص، ولذلك فإن أفضل اسم لهذا النجم
يقول العلماء في تعريف هذه المخلوقات [9]:
Their surface is solid crystalline iron, and would ring
like a bell were it to be hit with an hammer
"إن سطحها من الحديد البلوري الصلب، وهي تدق مثل الجرس
ومن عجائب ما صادفته في هذه الدراسة أن العلماء وجدوا أن هذه النجوم
تتكون من طبقات وأن قلب هذه النجوم يتألف من الحديد، وأثناء تشكل
هذه النجوم يحدث طرق لهذه الطبقات بالنواة الحديدة تماماً كالمطرقة،
وجاء في دراسة حول طريقة تشكل النجوم
وما يحدث داخل النجوم النيوترونية [10]:
"In the star, the outer layers of the core are like the
hammer, and the core is the rubber ball".
"تعمل الطبقات الخارجية في النجم مثل المطرقة، ونواة هذا النجم مثل
إذن جميع العلماء يؤكدون على أن هنالك طَرْق داخلي يحدث داخل النجم،
وطرق خارجي بنتيجة دوران النجم، حيث يصدر طرقات منتظمة تصل إلى
الأرض على شكل أمواج راديوية. وهذا يعني أن العلماء يرون في هذه
الأجسام عمليات طرق مستمرة تشبه طرقات المطرقة على الجرس.
يستخدم العلماء في كشف أعماق هذه النجوم تسجيل الانفجارات التي
تولدها ثم يقومون بتحليل هذا التسجيل، ومعرفة التركيب الداخلي للنجم،
تماماً كما يستخدم علماء الأرض مقاييس الزلازل وتسجيل الاهتزازات
الأرضية لمعرفة تركيب الأرض وبنيتها الداخلية وطبقاتها.