من كلام أبن القيم يرحمه الله
[الفائدة الخمسون]
[السرور بالعمل]
قال ابن القيم رحمه الله :
إن سرور القلب بالله وفرحه به وقرة العين به ، لايشبهه شيء من نعيم الدنيا
البته ،وليس له نظير يقاس به ،وهو حال من أحوال أهل الجنة .
ولاريب أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز وجل ،
وبذل الجهد في طلبه ، وابتغاء مرضاته . ومن لم يجد هذا السرور
ولاشيئًا منه فَلْيَتَّهِم إيمانه وأعماله ،
فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع ،
وليقت بس نوراً يجد به حلاوة الإيمان . وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
ذوق طعم الإيمان ووَجْد حلاوته ؛ فذكر الذوق والوجد ،
وعلَّقه بالإيمان ،
فقال :
( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً وبالإسلام دينًا ، وبمحمد رسولاً )
وقال :
( ثلاث من من فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله
أحب إليهمما سواهما ، ومن كان يحب المرء يحبه لايحبه إلا لله ،
ومن كان يكره أن يعود في الكفر -بعد إذ أنقذه الله منه
-كمايكره أن يلقى في النار )
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - -يقول :
إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه ؛
فإن الرب تعالى شكور .
يعني لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه ،
وقوة انشراح وقرة عين ؛ فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول . والقصد :
أن السرور بالله وقربه ، وقرة العين به تبعث على الازدياد من طاعته ،
وتحث على الجد في السير إليه.
[المجموع القيم من كلام ابن القيم ]
[ص٣٦١-٣٦٢]