إزَالَةُ المُنْكَرِ فَريضَةٌ إسلاميّة
الأربعين النووية: إزَالَةُ المُنْكَرِ فَريضَةٌ إسلاميّة
4- الإنكار باليد أو اللسان له حكمان : فرض كفاية وفرض عين
5- عاقبة ترك إزالة المنكر مع القدرة عليها
6- ترك الإنكار خشية وقوع مفسدة
8 - الغلظة واللِّين في الأمر والنهي 9
10- من آداب الآمر والناهي
11- النية و القصد في الأمر و النهي
عن أبي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال :
سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم يقوُل :
( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لمَ يَسْتَطِعْ فَبلِسانِهِ ،
فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلْبِهِ ، وَ ذَلِكَ أضْعَفُ اْلإِيمَانِ )
أي من المسلمين المكلَّفين ، فهو خطاب لجميع الأمة .
وهو ترك واجب أو فعل حرام ولو كان صغيرة .
فليزله ويذهبه ويغيره إلى طاعة .
إن توقف تغييره عليها ككسر آلات اللهو وإراقة الخمر ومنع ظالم
إن الحق والباطل مقترنان على وجه الأرض منذ وجود البشر، وكلما
خمدت جذور الإيمان في النفوس بعث الله عز وجل من يزكيها ويؤججها ،
وهيأ للحق رجالاً ينهضون به وينافحون عنه، فيبقى أهل الباطل والضلال
خانعين، فإذا سنحت لهم فرصة نشطوا ليعيثوا في الأرض الفساد ،
وعندها تصبح المهمة شاقة علمن خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم ،
ليقفوا في وجه الشر يصفعونه بالفعل والقول ، وسخط النفس و مقت القلب .
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كانت له من أمته حواريون
وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم
خلوف، يقولون ما لا يفعلوا، ويفعلون ما لا يؤمرون ،
فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، و من جاهدهم بلسانه فهو مؤمن،
ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، و ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل )
جمع خَلْف وهو الذي يخلف بشر .
لقد أجمعت الأمة على وجوب إنكار المنكر، فيجب على المسلم أن ينكر
المنكر حسب طاقته، وأن يغيره حسب قدرته على تغييره ، بالفعل
أو القول، بيده أو بلسانه أو بقلبه :
من الفروض العينية التي يُكَلَّف بها كل مسلم ، و لا تسقط عن أحد في حال
من الأحوال ، معرفة المعروف والمنكر ، وإنكار المنكر في القلب ، فمن
لم يعرف المعروف والمنكر في قلبه هلك، ومن لم ينكر المنكر في قلبه دل
على ذهاب الإيمان منه . قال ابن مسعود : هلك من لم يعرف بقلبه
إنكار القلب يُخَلِّص المسلم من المسؤولية إذا كان عاجزاً عن الإنكار باليد
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
يوشك من عاش منكم أن يرى منكراً لا يستطيع له غير أن يَعلم اللهُ
والعجز أن يخاف إلحاق ضرر ببدنه أو ماله، ولا طاقة له على تحمل ذلك،
فإذا لم يغلب على ظنه حصول شيء من هذا لا يسقط عنه الواجب بإنكار
قلبه فقط، بل لابد له من الإنكار باليد أو اللسان حسب القدرة.
الرضا بالمعصية كبيرةٌ: من علم بالخطيئة ورضي بها فقد ارتكب ذنباً
كبيراً، وأتى أقبح المحرمات، سواء شاهد فعلها أم غاب عنه، وكان إثمه
كإثم من شاهدها ولم ينكرها.
روى أبو داود عن العُرْسِ بن عميرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( إذا عُمِلَت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها –
وقال مرة: أنكرها - كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فَرَضِيَها
وذلك لأن الرضا بالخطيئة يفوت به إنكار القلب، وقد علمنا أنه فرض
عين، وترك فرض العين من الكبائر .
الإنكار باليد أو اللسان له حكمان :
إذا رأى المنكر أو علمه أكثر من واحد من المسلمين وجب إنكاره وتغييره
على مجموعهم، فإذا قام به بعضهم ولو واحداً كفى وسقط الطلب عن
الباقين، وإذا لم يقم به أحد أثم كل من كان يتمكن منه بلا عذر ولا خوف،
ودل على الوجوب على الكفاية قوله تعالى:
{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَر ِ}
والأمة الجماعة، وهي بعض المسلمين.
وإذا رأى المنكر أو علمه واحد، وهو قادر على إنكاره أو تغييره،
فقد تعين عليه ذلك. وكذلك إذا رآه أو علمه جماعة، وكان لا يتمكن
من إنكاره إلا واحد منهم، فإنه يتعين عليه، فإن لم يقم به أثم .
عاقبة ترك إزالة المنكر مع القدرة عليها :
إذا تُرِكَ النهي عن المنكر استشرى الشر في الأرض، وشاعت المعصية
والفجور ، وكثر أهل الفساد، وتسلطوا على الأخيار وقهروهم ، وعجز
هؤلاء عن ردعهم بعد أن كانوا قادرين عليهم ، فتطمس معالم الفضيلة،
وتعم الرذيلة ، وعندها يستحق الجميع غضب الله تعالى وإذلاله وانتقامه،
{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ *
كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }