مثال للفرق بين العفو والغفور يوم القيامة
عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال :
( عَرَضَ رجلٌ فقال : كيف سَمِعْتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
في النَّجْوى ؟ فقال : سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ
: إن اللهَ يُدْنِي المؤمنَ ، فيَضَعُ عليه كنفَه ويَسْتُرُه ، فيقولُ :
أتَعْرِفُ ذنبَ كذا : أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا ؟ فيقول : نعم. أَيْ ربِّ ،
حتى إذا قرَرَّه بذنوبِه ، ورأى في نفسِه أنه هلَكَ ،
قال : ستَرْتُها عليك في الدنيا ، وأنا أغفِرُها لك اليوم )
لكن العفُوّ ماذا يقول لك يوم القيامة؟
( يا فلان، إني راضٍ عنك لما فعلت في الدنيا،
قد رضيت عنك وعفوت عنك، اذهب فادخل جنتي )
أرأيت الفرق بين هذه وتلك؟ فأي منزلة تريد أنت؟
والعفُوّ تلقاه يوم القيامة فيقول لك:
( تمنَّ يا عبدي واشتهي، فإني قد عفوت عنك،
فلن تتمنى اليوم شيئاً إلا أعطيتك إياه )
ينسيك الذنب، وينسيه للملائكة وملَك الشمال، ويُمحَى من صحيفة
السيئات، وتأتي يوم القيامة لا يذكّرك به ولا يسألك عنه..
{ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ }
فحتى الملَك لا يذكر هذا الذنب، وإن كان كبيراً وفاضحاً.
مادام الله عفاه عنك فالكل سينساه
{ اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }
فتجد ذنوباً موجودة في كتابك وقد غُفرت،لكن هذا الذنب غير موجود
لأنه عُفي. أرأيت إن عفا كل ما مضى؟! كانت صفحة بيضاء
وكأن صاحبها نقيّ منذ وُلِد إلى أن مات.
{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
يشهدون على ذنب قبله وذنب بعده، ولا ينطقون بهذا الذنب لأنه عُفي عنه
هل تتوقف يا بني آدم عن قول هذا الدعاء
ألست في حاجه لمحوا الذنوب والعفو عنك ؟؟؟
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا