الأخ الزميل                    / فاخر                    الكيالى
{ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ                    اللَّيْلِ
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ                    مَشْهُوداً }
يرغب القرآن بالنوم المبكر و الاستيقاظ منذ                    الفجر
و قد روي عن النبي عليه الصلاة و السلام أنه                    قال
( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها                     )
و تحقيقاً لذلك  أمر عليه الصلاة و                    السلام
بعدم الزيارات بعد العشاء                    بقوله
( لا تجتمعوا بعد صلاة العشاء إلا لطلب العلم                     )
 أما                    الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان
بيقظة الفجر فهي كثيرة منها
ـ تكون أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو عند الفجر ، و                    تقل تدريجياً
حتى تضمحل عند طلوع الشمس ، و لهذا الغاز تأثير مفيد                    للجهاز العصبي
ومنشط للعمل الفكري و العضلي ، و بحيث يجعل ذروة نشاط                    الإنسان
الفكرية و العضلية تكون في الصباح الباكر ، و يستشعر                    الإنسان
عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمى بريح الصبا ،
لذة و نشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار                    أو الليل .
ـ إن أشعة الشمس عند شروقها قريبة إلى اللون الأحمر                    ،و معروف تأثير
هذا اللون المثير للأعصاب ، و الباعث على اليقظة و                    الحركة ،
كما أن نسبة الأشعة فوق البنفسجية تكون أكبر ما يمكن                    عند الشروق ،
و هي الأشعة التي تحرض الجلد على صنع فيتامين د                    .
ـ الاستيقاظ الباكر يقطع النوم الطويل ، وقد تبين أن                    الإنسان الذي ينام
ساعات طويلة و على وتيرة واحدة يتعرض للإصابة بأمراض                    القلب
و خاصة مرض العصيدة الشرياني الذي يأهب لهجمات خناق                    الصدر
لأن النوم ما هو إلا سكون مطلق ، فإذا دام طويلاً أدى                    ذلك لترسب المواد
الدهنية على جدران الأوعية الشريانية الإكليلية                    القلبية ، ولعل الوقاية
من عامل من عوامل الأمراض الوعائية ، هي إحدى الفوائد                    التي يجنيها
المؤمنون الذين يستيقظون في أعماق الليل متقربين                    لخالقهم بالدعاء والصلاة ،
قال تعالى في سورة الفرقان
{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً                    وَقِيَاماً }
و قال تعالى مرغباً في التهجد في سورة                    المزمل
{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا                    وَأَقْوَمُ قِيلًا }
و ناشئة الليل هي القيام بعد النوم                    .
ـ من الثابت علمياً أن أعلى نسبة للكورتزون في الدم                    هي وقت الصباح
حيث تبلغ 7 ـ 22 مكروغرام /                    100مل بلاسما ، و من                    المعروف
أن الكورتزون هو المادة السحرية التي تزيد فعاليات                    الجسم
و إذا ما أضفنا هذه الفوائد إلى تلك التي بيناها عند                    الحديث عن الصلاة
و الوضوء نجد أن المسلم الملتزم بتعاليم القرآن ، هو                    إنسان فريد بالفعل
حيث يستيقظ باكراً و يستقبل اليوم الجديد بجد و نشاط                    و يباشر أعماله
اليومية في الساعات الأولى من النهار ، حيث تكون                    إمكاناته الذهنية
و النفسية و العضلية على أعلى مستوى ، مما يؤدي                    لمضاعفة الإنتاج ،
كل ذلك في عالم ملؤه الصفاء و السرور و الانشراح و لو                    تصورنا أن ذلك
الإلزام أخذ طابعاً جماعياً فسيغدو المجتمع المسلم ،                    مجتمعاً مميزاً فريداً
و أهم ما يميزه هو أن الحياة تدب فيه منذ الفجر                    .
المصادر : أبحاث الدكتور إبراهيم                    الراوي
في مجلة الحضارة العددان 6                    ـ10