مِنَ                    الْإِعْطَاءِ ، وفِي مُرْسَلِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِعِنْدَمَالِكٍ
                    فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ : كَيْفَ أُغَرَّمُ                    مَنْ لَا شَرِبَ ، وَلَا أَكَلَ  إِلَخْ
                     (                    وَلَا صَاحَ فَاسْتَهَلَّ ) وفِي مُرْسَلِسَعِيدٍالْمَذْكُورِ ، وَلَا نَطَقَ ، وَلَا اسْتَهَلَّ ،                    
                    وَاسْتِهْلَالُ الصَّبِيِّ : تَصْوِيتُهُ عِنْدَ                    وِلَادَتِهِ 
                    ( فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ ) بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ                    وَفَتْحِ الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ :                    
                    يَبْطُلُ وَيُهْدَرُ مِنْ طَلَّ الْقَتْلُ يَطُلُّ                    فَهُوَ مَطْلُولٌ ، وَرُوِيَ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ                    
                    وَتَخْفِيفِ اللَّامِ عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ                    مَاضٍ
                     (                    إِنَّ هَذَا لَيَقُولُ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ ) وفِي حَدِيثِ                    مُرْسَلِ سَعِيدٍالْمَذْكُورِ :
                     إِنَّ                    هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ ، وفِي                    حَدِيثِالْمُغِيرَةِفَقَالَ : سَجْعٌ كَسَجْعِ  
                    الْأَعْرَابِ ، وفِي حَدِيثِابْنِ عَبَّاسٍرَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُما                    
                    عِنْدَأَبِي دَاوُدَوَالنَّسَائِيِّ : 
                    أَسْجَعُ الْجَاهِلِيَّةِ                    وَكَهَانَتِهَا
                     قَالَالطِّيبِيُّ : وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ سَجْعِهِ                    الَّذِي سَجَعَ ، وَلَمْ يَعِبْهُ بِمُجَرَّدِ                    
                    السَّجْعِ دُونَ مَا تَضَمَّنَ سَجْعُهُ مِنَ                    الْبَاطِلِ ، أَمَّا إِذَا وُضِعَ                    السَّجْعُ
                     فِي                    مَوَاضِعِهِ مِنَ الْكَلَامِ فَلَا ذَمَّ فِيهِ ، وَكَيْفَ                    يُذَمُّ ، وَقَدْ جَاءَ فِي كَلَامِ 
                    رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ                    كَثِيرًا . انْتَهَى 
                     قَالَالْحَافِظُ بْنُ حَجَرٍ : وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّ الَّذِي جَاءَ مِنْ                    ذَلِكَ 
                    عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ                    لَمْ يَكُنْ عَنْ قَصْدٍ إِلَى التَّسْجِيعِ                    
                    وَإِنَّمَا جَاءَ اتِّفَاقًا لِعِظَمِ بَلَاغَتِهِ ،                    وَأَمَّا مَنْ بَعْدَهُ فَقَدْ يَكُونُ كَذَلِكَ                    
                    وَقَدْ يَكُونُ عَنْ قَصْدٍ ، وَهُوَ الْغَالِبُ                    وَمَرَاتِبُهُمْ فِي ذَلِكَ مُتَفَاوِتَةٌ جِدًّا .                    انْتَهَى
                    وقَالَالشَّوْكَانِيُّ : وفِي قَوْلِهِ فِي حَدِيثِابْنِ عَبَّاسٍ : أَسْجَعُ الْجَاهِلِيَّةِ
                     وكَهانتُهُ؟ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ                    الْمَذْمُومَ مِنَ السَّجْعِ إِنَّمَا هُوَ مَا كَانَ مِنْ                    ذَلِكَ الْقَبِيلِ 
                    الَّذِي يُرَادُ بِهِ إِبْطَالُ شَرْعٍ ، أَوِ                    إِثْبَاتُ بَاطِلٍ ، أَوْ كَانَ مُتَكَلَّفًا                    ،
                     وقَدْ                    حَكَىالنَّوَوِيُّعَنِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْمَكْرُوهَ مِنْهُ                    إِنَّمَا 
                    هُوَ مَا كَانَ كَذَلِكَ لَا غَيْرَهُ .                    انْتَهَى .