عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-24-2013, 08:20 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي حب الدنيا و جمع المال

الأخت / بنت الحرمين الشريفين




حب الدنيا و جمع المال

من علامات القلب المريض

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وهي أول شهوة حذَّر منها النبي صلى الله عليه وسلم

أمّته حيث قال صلى الله عليه وسلم :


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ولأن الرزق مضمون ، لذا لم يخش علينا النبي صلى الله عليه وسلم

من الفقر بل خاف علينا الغنى

فأقسم صلى الله عليه وسلم –وهل يحتاج

مثله إلى قسم؟!- :


( والله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكن أخشى أن تُبسط

عليكم الدنيا كما بُسِطت على من كان قبلكم ؛

فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )


والحق أن شهوة حب المال عمت غالب الخلق حتى فُتِنوا بالدنيا وزهرتها

وصارت غاية قصدهم : لها يطلبون ، وبها يرضون ، ومن أجلها يغضبون

وبسببها يوالون ، وعليها يعادون ، وكم قُطِعت أرحام في سبيلها

وسُفِكت دماء بسببها ، ووقعت فواحش من أجلها ، ونزلت القطيعة

وحلَّت البغضاء ، وفُرِّق بين الأخ وأخيه ، وتقاتل الأب مع ابنه ،

وتعادى الأصحاب والخلان

والسبب : دنيا.


وهذا ما استشرفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حتى لم يؤثِّر

في بصيرته الفرح بالغنيمة والانشغال بالنصر ، فقد أورد ابن حجر

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُتي بمال من المشرق يُقال له نفل

كسرى ، فأَمر به فصُبَّ وغُطِّي ، ثم دعا الناس فاجتمعوا ، ثم أمر به

فكُشِف عنه ، فإذا حُلي كثير وجوهر ومتاع ، فبكى عمر ، وحمد الله

عز وجل ، فقالوا له : ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟! هذه غنائم غنمها

الله لنا ونزعها من أهلها


فقال :

" ما فُتِح من هذا على قوم إلا سفكوا دماءهم واستحلوا حرمتهم " .


ولماذا لا يبكي عمر ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المصير

في نظره لحالنا المؤلم من وراء ستار رقيق

فقال :


( كيف أنتم إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم. أي قوم أنتم؟

. قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : نقول كما أمرنا الله.

قال : أو غير ذلك؟ تتنافسون ، ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون )


ولأنه رأى ما لم نر ، وأحس بما ينتظرنا ، وخاف من سوء عاقبتنا

فقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من أناس يبيعون الدين بعرض الدنيا

فقال صلى الله عليه وسلم :


( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم :

يُصبح الرجل مؤمنا ويُمسي كافرا

ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا

يبيع دينه بعرض من الدنيا )


وهو ما أخاف عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة حتى بكى

، فقال : يا أبا فلان!! أتخشى علي.


قال :

" كيف حبك للدرهم؟! قال : لا أحبه قال : " لا تخف فإن الله سيعينك " .


ومن آثارها المدمِّرة عدم جدوى نصيحة عشاقها ،


وهو ما سبق ورصده

أبو يحيى مالك بن دينار حين قال :

" إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعام ولا شراب ، ولا نوم ولا راحة ،

وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجح فيه الموعظة


ومن آثارها المؤلمة والمشاهدة بوضوح والمُجرَّبة مرارا وتكرارا أنك


" بقدر ما تحزن للدنيا يخرج همّ الآخرة من قلبك ،

وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك " .


الفضيحة!!

ومن علامات حب الدنيا :

بيع الآخرة بالاغتراف من المال دون مبالاة بمصدره :

حلال أم حرام ، وقد تنبَّأ النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الزمان ،

ولعله زماننا الذي نعيش فيه فقال :


( ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء مما أخذ المال؟

أمن حلال أم من حرام )


وجزم في قول آخر أن هذا الداء داء قديم موغل في القِدم فقال :


( إن هذا الدينار والدرهم أهلكا

من كان قبلكم وهما مهلكاكم )


وإذا كان لا بد من ورود كلمة الحرص في قاموس حياتك

فليكن الحرص النافع لا الحرص الفاجع


كما في نصيحة العابد الزاهد عبد الواحد بن زيد الذي قال :

" الحرص حرصان : حرص فاجع ، وحرص نافع

فأما النافع : فحرص المرء على طاعة الله

وأما الحرص الفاجع : فحرص المرء على الدنيا " .


ومن علامات حب الدنيا :

الحسد الذي يحس صاحبه بالألم إذا فاته من حظوظ الدنيا شيء كالمال

والجاه والمنصب والسلطان ، فلا يرضى عن حاله أبدا ، بل يعتبر نفس

دائما سيء الحظ صريع الأقدار لأنه لم ينل ما نال غيره ، مع أنه لا يحس

بنفس الشعور إذا رأى من هو خير منه دينا وأفضل منه خلقا

فلا يغار إلا لدنيا ، ولا ينافس أبدا في دين

ليكون ممن عيَّرَهم ابن المبارك بقوله :


أرى أناسـا بأدنـى الديـن قـدiiقنـعـوا ولا أراهم رضوا في العيش بالـدون
فاستغنِ بالدين عن دنيا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عـنiiالديـن


والحسد كما علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدش الإيمان

كما قال صلى الله عليه وسلم :

رد مع اقتباس