نماذج من رفق الصحابة رضي الله عنهم
رفق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
خرج عمر رضي الله عنه ويداه في أذنيه وهو يقول:
قال: جاءه بريد من بعض أمرائه أنَّ نهرًا حال بينهم وبين العبور
فقال أميرهم: اطلبوا لنا رجلًا يعلم غور الماء.
فأتي بشيخ فقال: إني أخاف البرد وذاك في البرد، فأكرهه فأدخله،
فلم يلبثه البرد، فجعل ينادي: يا عمراه يا عمراه! فغرق،
فكتب إليه فأقبل فمكث أيامًا معرضًا عنه،
وكان إذا وجد على أحد منهم فعل به ذلك،
ثم قال: ما فعل الرجل الذي قتلته؟
قال: يا أمير المؤمنين، ما تعمدت قتله، لم نجد شيئًا يعبر فيه،
وأردنا أن نعلم غور الماء، ففتحنا كذا وكذا، وأصبنا كذا وكذا،
فقال عمر رضي الله عنه: لرجل مسلم أحبُّ إليَّ من كلِّ شيء جئت به،
لولا أن تكون سُنَّة لضربت عنقك، اذهب فأعط أهله ديته، واخرج فلا أراك .
- وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال:
خرجت مع عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى السوق،
فلحقت عمر امرأة شابَّة فقالت:
يا أمير المؤمنين هلك زوجي، وترك صبية صغارًا، والله ما ينضجون كراعًا ،
ولا لهم زرع، ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع،
وأنا بنت خُفاف بن إِيماء الغفاري،
وقد شهد أبي الحديبية مع النَّبي صلى الله عليه وسلم،
ثُمَّ قال : مرحبًا بنسب قريب،
ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطًا في الدار، فحمل عليه غرارتين
ملأهما طعامًا وحمل بينهما نفقة وثيابًا، ثم ناولها بخطامه،
ثُمَّ قال: اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير،
فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها،
قال عمر: ثكلتك أمُّك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنا زمانًا
فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه .
- وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذهب إلى العوالي كل يوم سبت،
فإذا وجد عبدًا في عمل لا يطيقه وضع عنه .