عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-15-2013, 07:41 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

قال الدكتور سعيدان في مقدمة تحقيقه لكتاب الفصول في الحساب الهندي :
"والمرجح أن السند هند الكبير الذي يتكلم عنه نص ابن الأدمي ،
هو الكتاب الذي وضعه براهما جبتا سنة 627 م. – (6 هـ.)" .
ثم قال في الصفحة التالية :
"إلا أني استنادا إلى إشارات أخرى للبِيْروني أرى أن الأمر بين الهندي
والمترجمين إلى العربية لم ينحصر في نقل كتاب معين بل كان شرحا
لمادة الفلك الهندي ، دخل فيه عناصر من كتب براهما جبتا وأريابهاتا
والسدهانتات الأخرى ، وربما دخل فيه عناصر غريبة عنها كلها" .
ويُنظر : العد والترقيم عند العرب) . . . فأمر المنصور بترجمة ذلك الكتاب
إلى اللغة العربية ، وأن يُؤَلَّف منه كتابٌ تجده العرب أصلاً في حركات الكواكب ،
فتولى ذلك محمد بن إبراهيم الفزاري ، وعمل منه كتاباً يسميه
المنجمون (السند هند الكبير) . . . فكان أهل ذلك الزمان يعملون به إلى
أيام الخليفة المأمون ، فاختصره له أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي
، وعمل منه زِيْجه المشهور ببلاد الإسلام ، وعدَّل فيه . . . واخترع فيه
من أنواع التقريب أبواباً حسنة . . . فاستحسنه أهل ذلك الزمان"
وقام جمال الدين علي بن يوسف القفطي بنقل كلام ابن الأدمي أيضا ،
وذلك في كتابه إخبار العلماء بأخبار الحكماء . وكتاب صاعد الأندلسي
احد مصادر ابن القفطي .
ونذكر هنا ان من الإشارات العربية القديمة إلى حساب الهند
قول أبي عثمان الجاحظ – المتوفى سنة 255 هـ. – في رسالته :
المعلِّمين – المطبوعة ضمن رسائل الجاحظ – تحت فصل :
رياضة الصبي :
فمن الرأي أن يُعتمد به في حساب العقْد دون حساب الهند ، ودن الهندسة) .
فقد اعتمد جماعة هذا النص ، للدلالة على أن الأرقام الهندية انتقلت إلى
الديار العربية عبر ذلك الفلكي الهندي الوافد ، إلا أن العلامة
الدكتور أحمد سليم سعيدان ، دحض هذا الرأي بأنه لا أثر للأرقام العربية
التي استعملها المشارقة والمغاربة في ذلك الكتاب الذي حمله الفلكي الهندي
ولا في الإشارات الكثيرة التي اقتبسها البِيْروني من كتاب محمد بن إبراهيم الفزاري
بل لا توجد تلك الأرقام في ما وصف بأنه أول كتاب وضع بالعربية
في الحساب الهندي ، وهو كتاب أبي جعفر محمد بن موسى الخوارزمي
وإن كان يزعم كثير من المؤرخين أنه الكتاب الأول الذي نقل الأرقام
الهندية إلى العالم الإسلامي - ، وذلك من خلال ما تبقى منه مترجماً
إلى اللاتينية – لأن الأصل مفقود - ، وإنما فيه أرقام مختلفة فضلاً
عن طريقة الحساب المغايرة لما اتفقت عليه الكتب العربية
في الحساب الهندي .
والكتب العربية التي وصلت إلينا في الحساب الهندي – وأقدمها كتاب
الفصول – أخذت بما يسمى بحساب التخت (اللوح) والتراب ، أو حساب الغبار
ويبدو أن هذا الحساب كان منتشراً في السند
لذا لا توجد في كتب الحساب الهندي لدى العرب مصطلحات سنسكريتية ،
أو ألفاظ هندية ، أو إشارة لكاتب أو كتاب هندي ؛ بخلاف كتب العرب
في الفلك الهندي – مقدمة تحقيق الفصول في الحساب الهندي - .
وقد رجح الدكتور سعيدان – كما في المصدر السابق - :
"أن الحساب الهندي العربي يحمل آثارا فارسية ، وهنا نذكر أن الأجزاء
الشمالية الغربية من الهند خضعت زمنا طويلا للحكم الفارسي" .
وقال الدكتور سعيدان في قصة الأرقام والترقيم :
"فللهند عامة وللسند على نحو خاص يرجع الفضل في ابنكار الأرقام
التي تستعمل اليوم في معظم أنحاء العالم ، ولكن فضل العرب والمسلمين
في أنهم انتشلوا النظام الحسابي الهندي من أوساط العامة ، وجعلوه علما
توضع فيه الكتب ، ونشروه وعدلوه ومدّوه" .
وينظر عن دور المسلمين الرائد في تهذيب وتطوير الحساب الهندي
وأرقامه الصادر التالية :
قصة الأرقام والترقيم، مقدمة تحقيق الفصول في الحساب الهندي ،
مقدمة تحقيق المقالات في علم الحساب ، علم الحساب عند العرب ، وغيرها") .
وما جاورها بين عامة الناس، لاسيّما التجار – وأهل تلك الناحية يكتبون
بالخارشتية، التي كانت تتجه من اليمين إلى اليسار- .
ويفترض أن يكون هذا الحساب نتاج مدرسة ، لكنه لم يصل إلينا شيء
من كتبها
قال الدكتور أحمد سعيدان في علم الحساب عند العرب :
المصادر الهندية الكلاسيكية (السنسكريتية) . . . ليس فيها من هذا
الحساب الهندي الذي تصفه الكتب العربية شيء . . . المصدر الوحيد
المعروف الذي فيه ملامح من هذا الحساب . . . مؤلفه "دهاره" عاش
ما بين 650 م و 950 م – (أي بين 235 – 338 هـ تقريبا) - ،
فإذا صح ذلك يكون دهاره قد عاش في العهد الذي شرع فيه الحساب الهندي
يشق طريقه في العالم الإسلامي . . . إلا أن الكتاب نفسه كغيره
من الكتب الهندية القديمة ، تعطى فيه القواعد الحسابية بأراجيز شعرية
موجزة لا مكان معها لكتابة رموز أو تفصيل عمليات" . وينظر قصة
الأرقام والترقيم، كما ينظر العد والترقيم عند العرب، وقد تقدم إيراد
الشاهد منه عند الكلام على الترقيم الهندي
ولعل ذلك بسبب طبيعتها القائمة على الغبار والمعتمدة على المحو .
ويضن أن العرب المشارقة تلقوا هذا الحساب مع أرقامه عن طريق
التجارة البرية ، وحمله أهل الشمال الإفريقي في تجارتهم البحرية .
واختلاف أشكال الأرقام المشرقية والمغربية سببه تعدد صور الأرقام
في الهند والسند – كما تقدم عن ابن النديم والبِيْروني - .
ولعل ما تقدم عن الراهب السرياني "سيبخت" ، يومئ إلى أن بعض
العرب المسلمين عرفوا تلك الأرقام قبل أن يكتب الخوارزمي كتابه
في الحساب الهندي بوقت طويل ، لكن الخوارزمي لفت نظر علماء
الحساب إلى أهمية الحساب الهندي – رغم أنهم لم يأخذوا بطريقته
في ذلك
لكن جاء في كتاب طبقات الأمم لصاعد الأندلسي ما نصه : "
ومما وصل إلينا من علومهم في العدد حساب الغبار الذي بسطه أبو جعفر
محمد بن موسى الخوارزمي ، وهو أوجز حساب وأصغره وأقربه تناولا .
فمن ذلك الوقت راح الناس يتمسكون بتلك الأرقام وعملوا على إشاعتها
فهذا الذي تقدم فهو رأي الأستاذ المحقق الدكتور أحمد سعيدان استخلصه
من المصادر التالية :
قصة الأرقام والترقيم ، مقدمة تحقيق الفصول في الحساب الهندي
وعلم الحساب عند العرب
ونحن بدورنا موقع الأرقام استقيناه من كتاب "الأرقام العربية – تاريخها
وأصالتها وما استعمله المحدثون وغيرهم منها / لمؤلفه الأستاذ الدكتور
الفاضل قاسم علي سعد جزاه الله كل الخير
ثانيا : من ذهب إلى أن تلك الأرقام عربية الأصل والفصل
قام عدد من الباحثين المحدثين بإثارة هذا الرأي ، فقدّموا دراسات مهمة
استوقفت المعتنين بهذه المسألة ، وحقيق بهم أن يتوقفوا ؛ لما اتصف
به هذا الرأي من متانة وجدارة : فقد ذهب هؤلاء إلى أن تلك الأرقام
عربية ذات أصالة وعراقة ،
مع ملاحظة التفاوت والاختلاف فيما بينهم في التفصيل والتحليل :
فالدكتور عدنان الخطيب الذي كان الأمين المساعد لاتحاد المجامع اللغوية
العلمية العربية ساهم في هذه الدراسات ، وتوصل إلى ان الأرقام
التي استعملها العرب في مشرقهم ومغربهم عربية في مولدها ونشأتها ،
وأنها أشكال متطورة عن الحروف العربية بترتيبها الأبجدي وبحسب
قيمتها بحساب الجُمّل، ثم مرت أيضا بمراحل تطور مطَّرد .
ودلّل على ذلك بالتشابه بين الأرقام - بنوعيها - والصور المقابلة لها
في الحروف الأبجدية، وأنه لا يوجد برهان على أخذ العرب لشكل أرقامهم
عن الهنود ، مع التباين الكبير بينها وبين الأشكال المتوارثة في الهند
هذا مع التسليم بإفادة العرب من النظام الحسابي الهندي
التعريف والنقد :
الأرقام العربية ورحلة الأرقام عبر التاريخ 391 , 394 ، الأرقام العربية
بين مشرق الوطن العربي ومغربه 294 - 295 ، صلة الكلام في تسوية
الأرقام 28 ، 30 .
وقدم الدكتور أحمد العلوي أستاذ اللسانيات
بكلية الآداب بالرباط بحثا بعنوان : (رواية الحرف والعدد العربيين) بين فيه
بتكلف - أن الأرقام العربية - ويقصد ما يستعمل منها في المغرب –
مقتبسة من الحروف العربية ، فهو يقول 46 : "وغاية الامر في هذا
ان مرتب الأرقا اصطفى من الحروف العربية عشرة حروف، دوّر بعضها
وربّع ونكّس وقعّد وأقام البعض الآخر"
وللأستاذ بجامعة القرويين سابقا محمد السراج مقال سماه :
(الطابع العربي في الأرقام الرياضية)
ذهب فيه إلى أن الأرقام العربية - ويعني ما يستعمل منها في المغرب أيضا - :
"تكتسي بعض ملامح الحروف العربية، وتحتفظ بمدلول بعضها
من حساب الجُمّل . . . ولا سيما إذا قارنت بين الحروف العربية والأرقام
العربية في مختلف العصور، وإنما غيرت الأرقام للتفريق بينها وبين
الحروف خوف الالتباس ، أو تغيرت . . . بواسطة الأقلام المختلفة"
( أ . هـ . من الصفحة 66 .) .
وارتضى الدكتور أحمد مطلوب هذا الرأي، فقرر أن الأرقام بنوعيها
عربية، وأن العرب وضعوا صورها وأشكالها ولم يأخذوا ذلك عن الهنود
، وإنما أخذوا عنهم فكرة الأرقام القائمة على النظام العشري . وهو يرى
أن واضع تلك الأشكال هو محمد بم إبراهيم الفزاري .
(الأرقام العربية للدكتور مطلوب، وينظر ما تقدم قريبا عن الدكتور سمان) .
ولم يسم الدكتور عدنان الخطيب الواضع لها ، لأنها في رأيه صور
متطورة عن الحروف العربية كما سبق ، بيد أنه صرح بأن أول من حفظ
لنا الأشكال الأولى للأرقام - التي تسمى بالهندية -،
هو محمد بن موسى الخوارزميثم أبو الحسن الإقليدسي .
(الأرقام العربية بين مشرق الوطن العربي ومغربه ،
وينظر الخط العربي نشأته وتطوره) .
وذهب بعض الذين اختاروا هذا القول إلى أن عربية تلك الأرقام ضاربة
في القدم، موغلة في التاريخ ؛ وسبق عند الكلام على الترقيم الهندي
أن (سمث) و (كاربنسكي) - وهما من كبار الباحثين الغربيين في مسألة
الأرقام - وجدا شبها بين الأرقام الخاروشتية الشعبية والحروف النَّبَطية
(وتقدم أيضا في المكان المحال عليه أن (درنجر) أحد علماء الغرب
يرى ان الأبجدية الخاروشتية وليدة الحروف الآرامية ، ويرجح ان تكون
الأبجدية البراهمية وليدتها أيضا .
مقدمة تحقيق كتاب الفصول في الحساب الهندي ،
وذكر من قبل أن الآراميين عرب الأصل على رأي بعض المحققين .
وينظر كتاب الأرقام العربية للدكتور بخاري) . وإن كانا استبعدا أن تكون
الأرقام الخاروشتية هي أصول الأرقام العربية ، فإن بعض المحققين
من علماء المسلمين - كما تقدم - مال إلى ان الأرقام الخاروشتية هي أصل لها
(مقدمة تحقيق كتاب الفصول في الحساب الهندي) .
وعرف من قبل أن الأنباط من العرب .

رد مع اقتباس