كذلك فإن زيادة حرف (و) توحي بضرورة الانتظار
والتهدئة للفكر في خلق الله وعدم العجلة في القراءة ...
فانظر يا أخي القارئ الكريم
إن كل حرف في القرآن يأتي زائداً أو ناقصاً فإن له فائدة ....
ونعزز هذا القول بما ورد في الآية الكريمة رقم 77 من نفس السورة
والتي تتكلم عن خلق الإنسان فقد استخدم القرآن الكريم كلمة (أَوَلَمْ يَرَ)
وكذلك في الآية الكريمة رقم (81)
والتي تتكلم عن خلق السماوات والأرض فقد استخدم (و) زائدة ..
- { أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ }
أما في الأحداث الماضية فقد ورد :
- { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }
- و{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ }
وردت كلمة (أيها) بشكلها المعتاد في القرآن الكريم كل 150 مرة
غير أنها وردت بشكل مختلف (أيه)
بنقص الألف التي في آخرها في ثلاث مواضع فقط وهي :
- { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّه الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
وقد جاءت بهذا الشكل بنقص أحرف الكلمة لتوحي بالإسراع في التوبة...
أن يتوب عن أي خطأ يرتكبه بأقصى سرعة وألا يتوانى في ذلك .
- { وَقَالُوا يـأَيُّه السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ }
وقد جاءت بهذا الشكل لتوحي بالعجلة التي تطلبها فرعون
وملئه من موسى عليه السلام لرفع العذاب عنهم ...
كما أنه من الممكن بأن توحي أيضاً
بأن فرعون وملئه يحاولون التقليل من شأن موسى عليه السلام .
- { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّه الثَّقَلَانِ }
جاءت (أيه) بهذا الشكل ناقصة الألف لتوحي
بالتهوين من أمر (الثقلين) وهما الإنس والجن لدى الله سبحانه وتعالى ...
حينما يريد الله سبحانه وتعالى للناس
أن يتفكروا ويتفقهوا يأتي بسياق الآية الكريمة التي تمهل
وفصل للكلمات والحروف وبتأن شديد يساعد على التدبر....
ونضرب لذلك مثالاً هذه الآية الكريمة :
{ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا }
جاء هناك فصل بين حرف (ل) وكلمة هؤلاء
كما جاءت كلمة (لا يكادون) لتزيد من التمهل والتدبر والتفقه ...
1- الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي ج2
في تفسير الآية 185 من سورة البقرة .
2-الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي
في تفسير الآيات الثلاث الأولى من سورة الزخرف .
3- كتاب مناهل العرفان للزرقاني .
4- (( كتاب تأملات في إعجاز الرسم القرآني وإعجاز التلاوة والبيان ))