جاء في حديث نبوي طويل يذكر الثلاثة الذين تكلموا في المهد
(و مروا بجاريةٍ وهم يضربونها ويقولون :
وهي تقولُ : حسبي اللهُ ونعم الوكيلُ .
فقالت أمُّه : اللهم ! لا تجعلْ ابني مثلَها .
فترك الرضاعَ ونظر إليها . فقال : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها .
مر رجلٌ حسنُ الهيئةِ فقلتُ : اللهم ! اجعل ابني مثلَه .
فقلت : اللهم ! لا تجعلني مثلَه .
ومروا بهذه الأمَةِ وهم يضربونها ويقولون : زنيتِ . سرقتِ .
فقلتُ : اللهمَّ ! لا تجعلْ ابني مثلَها .
فقلت : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها .
قال : إن ذاك الرجلَ كان جبارًا . فقلت : اللهمَّ ! لا تجعلني مثلَه .
وإن هذه يقولون لها : زنيتِ . ولم تزنِ . وسرقتِ . ولم تسرقْ .
فقلت : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها .)
الراوي: أبو هريرة - المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم
إن الأفعال بعواقبها يوم القيامة ، وليست في الدنيا وحسب ،
لذا ينبغي أن نربي أجيالنا على المبادرة والمنافسة الشريفة
بعيداً عن لغة الصراع والعدوان ،
فلم تتطور المجتمعات الأخرى إلا بوجود القانون واحترامه ،
ولم يتأخر من تأخر في هذا العالم إلا بسبب الفوضى والصراع
حيث يرى كثير من الأفراد في البلاد المتخلفة
أن من حقهم أن يفعلوا بالآخرين ما يشاؤون ،
طالما أنهم يعتقدون بأن الدنيا غابة وسكانها ذئاب ،
متناسين بأن هنالك جزاء عادلاً ينتظر الجميع ،
{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }
قد يورد بعضهم العبارة السابقة :
إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب بقصد المبادرة واليقظة ،
ولكن نبل القصد ينبغي أن لا يجعلنا نستخدم هكذا عبارات ،
لأن الكلمة قد تفسر حسب سياقها ،
وأولى أن نستخدم قوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ }
وفي المأثور من الشعر العربي ما يثري ويغني ،
فأكثره كان في الحماسة والفروسية والنبل واليقظة والإقدام ،
أنا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونَهُ
خشاشٌ كرأسِ الحيةِ المتوقـدِ
إذا أنتَ لم تنصفْ أخـــــاك وجدتَهُ
على طرفِ الهجرانِ إنْ كانَ يَعقـلُ
ويركبُ حدَّ السيفِ منْ أنْ تُضيمَهُ
إذا لم يكنْ عن شفرةِ السيفِ مزحلُ