عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-13-2013, 12:00 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

جاء في حديث نبوي طويل يذكر الثلاثة الذين تكلموا في المهد
قصة فيها عبرة نذكرها :
(و مروا بجاريةٍ وهم يضربونها ويقولون :
زنيتِ . سرقتِ .
وهي تقولُ : حسبي اللهُ ونعم الوكيلُ .
فقالت أمُّه : اللهم ! لا تجعلْ ابني مثلَها .
فترك الرضاعَ ونظر إليها . فقال : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها .
فهناك تراجعا الحديثَ .
فقالت : حلقى !
مر رجلٌ حسنُ الهيئةِ فقلتُ : اللهم ! اجعل ابني مثلَه .
فقلت : اللهم ! لا تجعلني مثلَه .
ومروا بهذه الأمَةِ وهم يضربونها ويقولون : زنيتِ . سرقتِ .
فقلتُ : اللهمَّ ! لا تجعلْ ابني مثلَها .
فقلت : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها .
قال : إن ذاك الرجلَ كان جبارًا . فقلت : اللهمَّ ! لا تجعلني مثلَه .
وإن هذه يقولون لها : زنيتِ . ولم تزنِ . وسرقتِ . ولم تسرقْ .
فقلت : اللهمَّ ! اجعلني مثلَها .)
الراوي: أبو هريرة - المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2550
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وخلاصة القول :
إن الأفعال بعواقبها يوم القيامة ، وليست في الدنيا وحسب ،
لذا ينبغي أن نربي أجيالنا على المبادرة والمنافسة الشريفة
بعيداً عن لغة الصراع والعدوان ،
فلم تتطور المجتمعات الأخرى إلا بوجود القانون واحترامه ،
ولم يتأخر من تأخر في هذا العالم إلا بسبب الفوضى والصراع
الاجتماعي والانتهازية ،
حيث يرى كثير من الأفراد في البلاد المتخلفة
أن من حقهم أن يفعلوا بالآخرين ما يشاؤون ،
طالما أنهم يعتقدون بأن الدنيا غابة وسكانها ذئاب ،
متناسين بأن هنالك جزاء عادلاً ينتظر الجميع ،
قال تعالى :
{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }
(ابراهيم:42)

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كلمة أخيرة:
قد يورد بعضهم العبارة السابقة :
إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب بقصد المبادرة واليقظة ،
ولكن نبل القصد ينبغي أن لا يجعلنا نستخدم هكذا عبارات ،
لأن الكلمة قد تفسر حسب سياقها ،
وأولى أن نستخدم قوله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ }
(النساء:71)

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وفي المأثور من الشعر العربي ما يثري ويغني ،
فأكثره كان في الحماسة والفروسية والنبل واليقظة والإقدام ،
قال طرفة ابن العبد :
أنا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونَهُ
خشاشٌ كرأسِ الحيةِ المتوقـدِ
وقال معن بن أوس المزني :
إذا أنتَ لم تنصفْ أخـــــاك وجدتَهُ
على طرفِ الهجرانِ إنْ كانَ يَعقـلُ
ويركبُ حدَّ السيفِ منْ أنْ تُضيمَهُ
إذا لم يكنْ عن شفرةِ السيفِ مزحلُ
الكاتب :

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

د. محمّد رفعت زنجير
مع الشكر للأخت / راجية الجنة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس