حدثنا حجاج بن منهال حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت
أبي،ثنا أبو مجلز، عن قيس بن عباد،
عن علي بن أبي طالب.أنه قال:
أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن عز وجل في الخصومة يوم القيامة.
{ هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ }
قال هم الذين بارزوا يوم بدر علي، وحمزة، وعبيدة، وشيبة بن ربيعة،
وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة،
وقد أوسعنا الكلام عليها في التفسير بما فيه كفاية ولله الحمد والمنة.
حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن ابن المبارك، ع
ن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله البهي.
قال: برز عتبة، وشيبة، والوليد، وبرز إليهم حمزة،
فقالوا: تكلموا نعرفكم.
أنا أسد الله وأسد رسول الله أنا حمزة بن عبد المطلب.
كفؤ كريم.(ج/ص: 3/334)
وقال علي: أنا عبد الله وأخو رسول الله.
وقال عبيدة: أنا الذي في الحلفاء.
فقام كل رجل إلى رجل فقاتلوهم فقتلهم الله.
أعيني جودي بدمعiiسرب على خير خندف لم ينقلب
تداعـى لـه رهطـهiiغــدوة بنو هاشـم وبنـو المطلـب
يذيقـونـه حـــد أسيـافـهـم يعلونه بعـد مـا قـد عطـب
ولهذا نذرت هند أن تأكل من كبد حمزة.
وعبيدة هذا هو ابن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، ولما جاؤا به
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أضجعوه إلى جانب موقف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه
فوضع خده على قدمه الشريفة وقال يا رسول الله:
لو رآني أبو طالب لعلم أني أحق بقوله:
ونسلمه حتى نصرعiiدونـه ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وكان أول قتيل من المسلمين في المعركة:
مهجع مولى عمر بن الخطاب رمي بسهم فقتله.
فكان أول من قتل، ثم رمي بعده حارثة بن سراقة أحد
بني عدي بن النجار وهو يشرب من الحوض بسهم فأصاب نحره فمات.
وثبت في (الصحيحين) عن أنس أن حارثة بن سراقة قتل يوم بدر
وكان في النظارة أصابه سهم غرب فقتله، فجاءت أمه
فقالت يا رسول الله: أخبرني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت
وإلا فليرين الله ما أصنع - يعني: من النياح - وكانت لم تحرم بعد.
ثم تزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض.
وقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه
أن لا يحملوا حتى يأمرهم.
وفي (صحيح البخاري) عن أبي أسيد.
قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر:
( إذا أكثبوكم - يعني: المشركين - فارموهم واستبقوا نبلكم )
أخبرنا الحاكم، أخبرنا الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار،
عن يونس بن بكير، عن أبي إسحاق، حدثني عبد الله بن الزبير.
قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعار المهاجرين يوم بدر:
يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج: يا بني عبد الله، وشعار الأوس:
يا بني عبيد الله، وسمى خيله: خيل الله.
وكان شعار الصحابة يوم بدر: أحد أحد.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش معه أبو بكر رضي الله عنه
- يعني: وهو يستغيث الله عز وجل
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْأَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
حدثنا أبو نوح قراد، ثنا عكرمة بن عمار، ثنا سماك الحنفي أبو زميل،
حدثني ابن عباس، حدثني عمر بن الخطاب.
قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه
وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة،
فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة وعليه رداؤه وإزاره
( اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة
من أهل الإسلام فلا تعبد بعد في الأرض أبداً ).
فما زال يستغيث بربه ويدعوه حتى سقط رداؤه.
فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرده، ثم التزمه من ورائه
كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك
{ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ
أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ {
وذكر تمام الحديث كما سيأتي. (ج/ص: 3/336)
وقد رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وغيرهم من حديث
عكرمة بن عمار اليماني وصححه علي ابن المديني والترمذي،
وهكذا قال غير واحد عن ابن عباس والسدي وابن جرير وغيرهم
أن هذه الآية نزلت في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
وقد ذكر الأموي وغيره أن المسلمين عجوا إلى الله عز وجل
في الاستغاثة بجنابه والاستعانة به
{ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ }
أي: ردفاً لكم ومدداً لفئتكم رواه العوفي عن ابن عباس.
وقاله مجاهد وابن كثير، وعبد الرحمن ابن زيد وغيرهم.
وقال أبو كدينة، عن قابوس،
{مردفين} وراء كل ملك ملك.
وفي رواية عنه بهذا الإسناد:
{مردفين} بعضهم على أثر بعض
وكذا قال أبو ظبيان والضحاك وقتادة.
وقد روى علي بن أبي طلحة الوالبي،
وأمد الله نبيه والمؤمنين بألف من الملائكة، وكان جبريل في خمسمائة
مجنبة، وميكائيل في خمسمائة مجنبة،