عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-04-2013, 11:16 AM
هيفولا هيفولا غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
افتراضي


( وكانوا لنا خاشعين )


قال الطبري: وكانوا لنا متواضعين متذللين ، ولا يستكبرون عن عبادتنا ودعائنا.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي اللـه عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللـه عليه وسلم قَالَ:

«أَوَّلُ شَيءٍ يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الخُشُوعُ، حَتَّى لَا تَرَى فِيهَا خَاشِعًا»
رواه الطبراني وصححه الألباني.


· لماذا لا نخشع؟

:إن الظواهر التي تظهر على الكثير من قسوة القلب وقحط العين وانعدام التدبر،

هي بسبب الانشغال بالدنيا التي طغت على قلوبنا فأصبحت تشاركنا في عبادتنا،
ولا يمكن للقلوب أن ترجع لحالتها الصحيحة حتى تتطهر من كل ما علق بها من أدران.
· أجمع العارفون:على أن الخشوع محله القلب وثمرته على الجوارح فالخاشعون هم الخاضعون للـه والخائفون منه.
· فُسرَّ الخشوع في الصلاة: بأنه جمع الهمة لها والإعراض عما سواها.
· أَصْلُ الخُشُوعِ: هُوَ لِينُ القَلْبِ وَرِقَّتُهُ وَسُكُونُهُ وَخُضُوعُهُ وانكِسَارُهُ، فَإِذَا خَشَعَ القَلْبُ تَبِعَهُ خُشُوعُ جَمِيعِ الجَوَارِحِ وَالأَعْضَاءِ؛ لأَنَّهَا تَابِعَةٌ لَهُ.
· من صور خشوع السلف: كان ابن الزبير رضي اللـه عنهما إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع،
وكان يسجد فتنزل العصافير على ظهره لا تحسبه إلا جذع حائط.


· يَتَرَتَّبُ عَلَى عَدَمِ الخُشُوعِ أَمْرَانِ:
- الأَوَّلُ: عَدَمُ الانتِهَاءِ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ.فَإِنَ الصَلَاةَ الخَاشِعَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنكَرِ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ( إِنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
- الثَّانِي: عَدَمُ تحصيل الفَلَاحِ الكامل يَوْمَ القِيامَةِ؛ لِأَنَّ اللـه تَعَالَى عَلَّقَ الفَلَاحَ يَوْمَ القِيامَةِ بِالخُشُوعِ.
قَالَ اللـه تَعَالَى: ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون )


· روح الصلاة :الخشوع هو روح الصلاة والمقصود الأعظم منها فصلاة بلا خشوع كبدن ميت لا روح فيه.
لما رأى سعيد بن المسيب رجلاً يعبث في صلاته، قال: لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه.


· خشوع النفاق:عن أبي يحيى أنه بلغه أن أبا الدرداء أو أبا هريرة قالا: تعوذوا باللـه من خشوع النفاق،
قيل: وما هو؟ قال: أن يرى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع.


· كيف نكون من الخاشعين؟:
- أولا: أن تستحضر نظر اللـه تعالى إليك في حركاتك، و سكناتك في صلاتك، وفي قراءتك،
وفي قيامك وقعودك، فالخشوع لا يختص بالصلاة، و إنما هو عبادة قلبية يظهر أثرها على الجوارح في كل أحوال العبد.
- ثانيا: معرفته لربه جل جلاله معرفة صحيحة تورث التعظيم.
- ثالثا: أن تستشعر وتستحضر أنك على الصراط فوق جهنم، وكأنك تشاهد الجنة والنار أمام عينك،

وكأنك قمت بين يدي اللـه عز وجل في موقف الحساب.


· الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق:
قال ابن القيم:أن خشوع الإيمان هو خشوع القلب للـه بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء
فينكسر القلب للـه كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء وشهود نعم اللـه وجناياته هو
فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح وأما خشوع النفاق فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع.


· خشوع الصلاة قسمان :
1. الخشوع الظاهري: هو كون المصلي ساكناً ناظراً إلى موضع سجوده غير ملتفت يميناً ولا شمالاً مبتعدا عن العبث وسبق الإمام وموافقته .
2. الخشوع الباطني: ويكون باستحضار عظمة اللـه و التفكر في معاني الآيات والأذكار وعدم الالتفات إلى وساوس الشيطان.



يتبع

رد مع اقتباس