فأتاه ثانية وقال : لو نزلت بجانب بيتها كي لا يأتيها أجنبي أو يخوفها مارد !
فنزل بجانب بيتها و ما رآها. وأتاه ثالثة
وقال: إنها فتاة غريبة مستوحشة خرج أهلها للجهاد فمن يؤنسها و يحدثها,
فنزل فآنسها و حدثها وهي متحجبة.
و قال: أنت عالم ذكي و محفوظ من الله و تخاف الشيطان
فوقع في الفاحشة فحملت ! فلما حملت قال له الشيطان :
إذا أتى أخوتها و رأوا هذا المنكر فإنها سوف تخبرهم فاتهمك الناس
فسقطت من أعينهم فأقتلها خيرا لك.
فذبحها و حفر لها قبرا في بيتها ودفنها.
فأتى أخوتها من الجهاد فقالوا: أين أختنا ؟
فبكى برصيص و تندم و أخرج دموع النفاق و السمعة و الرياء و قال:
مرضت و كانت زاهدة عابدة فدفنتها بعد أن دعوت لها !
فبكوا عليها و صدقوه و ناموا تلك الليلة. فأتى الشيطان لأخيها الأكبر
وأخبره أن برصيص فعل بها الفاحشة و قتلها.
وأتى الثاني و الثالث في المنام وأخبرهما كما أخبر الأول.
فأصبحوا فتحدثوا بما رأوا في نومهم، فذهبوا و كشفوا المكان
الذي دلهم الشيطان عليه فوجدوها حامل و مقتولة.
فأتى الشيطان فقال: لا ينجينك يا برصيص إلا أن تسجد لي سجدة لأحميك ،
فكفر بالله، وسجد للشيطان سجدة فقتلوه و صلبوه.
عن أبي هريرة-رضي الله عنه-:
[ كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام
فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين ]
اتركوا لذيذ النوم، وجحيم الكسل، وانصبوا أقدامكم في جنح الليالي،
وارفعوا هممكم، وادفِنوا فتوركم ونافسوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
حتى يعلموا أنهم خلفوا ورآهم رجالا أصحاب تقىً وقيام…
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً }
إن زادت الآهات واشتدت الأزمات ،،
فاللَّهم يافاطر السَّماوات ، وكاشف
الظُّلمات ، ارزقنا نطقها عند الحاجات
ونجنا بها بعد الممات ،،