الأخت / بنت الحرمين الشريفين
للوصول إلى المناصب الدنيوية
فمن أراد بعمله عرضا من الدنيا فليس له في الآخرة من نصيب،
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ
وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ }
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَالَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ
وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم : 49482.
وفرق عظيم بين خدمة الدين واستخدام الدين،
فالأول : يبذل صاحبه دنياه طلبا لأخراه،
والثاني : يبيع صاحبه دينه بعرض من الدنيا،
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من أزمنة الفتن التي يجري فيها ذلك،
( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم،
يصبح الرجل مؤمنا ويمسيكافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا،
يبيع دينه بعرض من الدنيا ) .
والذي يستخدم الدين لطلب الدنيا أسوأ حالا ممن ينشغل بدنياه عن دينه
وآخرته أصلا، لأنه يجمع إلى غفلته عن آخرته التزين بما ليس فيه،
وهذا من الكذب والزور المشين،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )
ومن مساوئ هذا المسلك الفاجر أن صاحبه يصد عن سبيل الله بعمله،
وفي هذا خطر عظيم علىصاحبه،
{ وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا
وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
وراجع الفتوى رقم: 115115.
وفي هذا أيضا شبه بفجرة أهل الكتاب الذي اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ
لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }
وراجع الفتوى رقم: 132866.
الأول: أن وصف المسلم بأنه يتستر وراء الدين ليصل إلى منصب،
لا يجوز إلا ببينة، فإنه من سوء الظن المنهي عنه،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّإِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولاتحسسوا ولا تجسسوا
ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ).
الثاني: أن هذا الوصف يطلقه بعض أعداء الدين
ليشوهوا به صورة المشتغلين بالشأن العام
والسياسة الشرعية من حملة المشروع الإسلامي للأمة فليحذر من ذلك.