19)ضرب النبي صلى الله عليه وسلم
( مثل البخيل والمنفق ، كمثل رجلين ، عليهما جبتان من حديد ،
من ثديهما إلى تراقيهما ، فأما المنفق : فلا ينفق إلا سبغت ،
أو وفرت على جلده ، حتى تخفي بنانه ، وتعفو أثره .
وأما البخيل : فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها ،
فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه،
وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه،
فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره،
ولو لم يكن في الصَّدقة إلاّ هذه الفائدة وحدها
لكان العبدُ حقيقيا بالاستكثار منها والمبادرة إليها.
{ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }
21)قال ذو الجلال والإكرام
{ إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم
بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ
وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ
فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ }
22)كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يوصي التَّجار بقوله :
( يا معشر التجار، إنَّ البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة )
{ إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ }
24)قال صلى الله عليه وسلم :
( إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها، كانت له صدقة )
وقوله صلى الله عليه وسلم:
( أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكينا، ودينار أعطيته في رقبةٍ،
ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك،
أفضلها الذي أنفقته على أهلك )
والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار
كما قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم :
( يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟، قال: أن تصدق وأنت صحيح حريص،
تأمل الغنى،وتخشى الفقر، ولا تمهل، حتى إذا بلغت الحلقوم،
قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان )
[ رواه البخاري وبلفظ آخر لمسلم ]
26)قال صلى الله عليه وسلم :
( الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذوي الرحم ثنتان صدقة وصلة )
27)أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر بقوله :
(يا أبا ذرٍّ ! إذاطبَختمرَقةً،فأكثِرْماءَها،وتعاهَدْجِيرانَك)
28)قال صلى الله عليه وسلم :
( أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله،
و دينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله،
و دينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز و جل )
{ انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ
ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
30)قال صلى الله عليه وسلم :
( إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عمله إلاّ من ثلاث:
صدقة جارية،وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له )
{ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ
أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا
وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)
مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ }
32)عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره،
وولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه،
أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه،
أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته )
[ رواه المنذري : الترغيب والترهيب ]