الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
باحث الإعجازات فى القرآن الكريم
حقائق تثبت أن القرآن لا يناقض العلم
كثيرة هي الأسئلة التي يثيرها أولئك المشككون حول مصداقية القرآن،
فهم يتساءلون تارة : هل هنالك فعلاً (سماء) في ميزان العلم الحديث؟
وتارة أخرى ينكرون وجود أي سماء
ويعتبرون الحديث القرآني عن السماء أنه خرافة لا أساس لها!...
ما هو الفرق بين الكون والسماء؟
لقد تأملت جيداً ما يكشفه العلماء من حقائق كونية يقينية،
وتأمَّلتُ بالمقابل ما جاء في كتاب الله تعالى قبل أربعة عشر قرناً،
دون أن نحمّل النص القرآني غير ما يحتمل من المعاني والتفاسير.
كما يعرّفه العلماء يشمل كل ما نراه من أقرب ذرة وحتى أبعد مجرة.
ولكننا كبشر لا نستطيع أن نرى أكثر مما توفره لنا العدسات المكبرة
والأجهزة الرقمية المتوافرة لدينا.
ولكن القرآن الكريم وفّر لنا الرؤيا الواسعة والتي لا يتطرق إليها النقص
إن القرآن الكريم دقيق في تعابيره، فهو لم يطلق لفظ الكون دون تحديد،
بل هنالك لفظ (السماء) ولفظ (النجوم) ولفظ (البروج) ولفظ (الأرض) ...
وغير ذلك من الألفاظ المحددة،
على عكس العلم الحديث الذي يطلق مصطلح "الكون"
وهو مصطلح غير دقيق علمياً، لأننا لا نعرف بالتحديد ما تعنيه هذه الكلمة،
هل تعني "كل شيء" إذا كان كذلك فهذا تعبير واسع وغير محدد.
وإذا كانت كلمة "الكون" تعني المجرات
والنجوم والكواكب أي كل شيء نراه ،
فماذا عن الأشياء التي لا نراها؟
إن القرآن يحدد لنا كل مادة في هذا الكون، فهناك نجوم،
وهناك أرض وشمس وقمر... وهناك سماء!
إن الذي يتأمل آيات الله تعالى يستنبط بسهولة
أن السماء الدنيا تبدأ من الغلاف الجوي المحيط بنا،
وتمتد لآخر مجرة تم رصدها حتى الآن.
أن الكون الذي يتحدث العلماء عنه هو "السماء الدنيا + الأرض".
إذاً السماء تحيط بالأرض من جميع جوانبها
وتمتد إلى آخر مجرة يمكن رؤيتها.
لأن الله تعالى زيّن السماء الدنيا (أي السماء الأولى) والأقرب إلينا،
تمتد السماء الدنيا من فوق رؤوسنا مروراً بالغلاف الجوي
ثم إلى الفضاء حتى نصل إلى آخر نجم يمكن رؤيته. فهذه كلها سماء دنيا،
تحيط بها ست سموات أخرى على شكل طبقات بعضها فوق بعض.
إذاً الكون الذي يسميه العلماء Universe ما هو إلا السماء الدنيا والأرض،
أما بقية السموات السبع فهي أمر لم يكتشفه العلم،
ولكن أغلب الظن أن العلم يوماً ما سيكتشف هذه السموات،
في بحثٍ نُشر قبل مدة على موقع الفضاء الأمريكي
تناول اكتشافاً جديداً لأحد علماء الغرب
اكتشف أن الكون بعد الانفجار الكبير (بعد أن خلق هذا الكون)
تشكل ما يشبه الغاز وهو سحابة ضخمة من الغاز،
وعندما تمدد الكون وتوسع أحدث ذبذبات صوتية هادئة،
إن الذبذبات التي أطلقها الكون في بداية ولادته
تشبه صوت طفل رضيع مطيع لأهله هادئ متزن!
وهنا ربما نجد تفسيراً لمعنى قوله تعالى :
{ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا
أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }
ففي هذه الآية يحدثنا الله تبارك وتعالى عن قول السماء والأرض
{ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }
ربما تكون هذه الترددات الصوتية التي أصدرها الكون في بداية خلقه،
هي امتثال وطاعة لأمر الله لأن الله تبارك وتعالى يقول :
{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }
توجد أدلة دامغة اليوم على أن الأرض تشكلت من الدخان الكوني،
وقد كان الدخان ينتشر في كل مكان أثناء تشكل الأرض
وبعد تشكلها لملايين السنين،
أي أنه في اللحظة التي تشكلت فيها الأرض كان الدخان موجوداً،