{ إِنَّ اللَّهَ                    وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ                    
                     يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ                    وَسَلِّمُوا تَسْلِيما } .
                                                             اللهم صلِّ و سلم و بارك على عبدك و                    رسولك
                     سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه                    أجمعين
                                                            صلى الله عليه و سلم - ( ط                    )
                                        13. غزوة نجد ( ذات الرقاع )                    :
                                        أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة بعد                    غزوة بني النضير
                     شهر ربيع الآخر و بعض جمادى                    ،
                     ثم غزا نجداً يريد بني محارب و بني ثعلبة من غطفان                    ،
                     و سميت غزوة ذات الرقاع ؛لأنهم رقعوا فيها                    راياتهم
                     و يقال ذات الرقاع: شجرة بذلك الموضع يقال لها :                    ذات الرقاع ،
                     فلقي بها جمعاً عظيماً من غطفان                    ،
                     فتقارب الناس و لم يكن بينهم حرب و قد خاف الناس                    بعضهم بعضا ،
                     حتى صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس صلاة                    الخوف ، ثم انصرف بالناس .
                                                                                 في شعبان سنة أربع خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم                    إلى بدر
                     لميعاد أبي سفيان حتى نزله ، فأقام عليه ثمان ليال                    ينتظر أبا سفيان
                     و خرج أبو سفيان في ألفين من أهل مكة حتى نزل مجنة ،                    من ناحية الظهران ؛
                     و بعض الناس يقول قد بلغ عسفان، ثم بدا له في الرجوع                    فقال : يا معشر قريش ،
                     إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه                    الشجر
                     و تشربون فيه اللبنو إن عامكم هذا عام جدب فرجعوا                    ،
                     و أما المسلمون فأقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون                    العدو ،
                     و باعوا ما معهم من التجارة فربحوا بدرهم درهمين                    ،
                     ثم رجعوا إلى المدينة و قد انتقل زمام المفاجأة إلى                    أيديهم ،
                     و توطدت هيبتهم في النفوس،
                     و سادوا على الموقف ، و تعرف هذه                    الغزوة
                     ببدر الموعد ، و بدر الثانية ، و بدر الآخرة ، و بدر                    الصغرى .
                                                                                 في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة سمع رسول الله                    صلى الله عليه و سلم
                     بعض القبائل تقطع الطريق ، و تريد هجمة على المدينة                    ،
                     فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في ألف من                    المسلمين إلى دومة الجندل
                     فكان يسير الليل و يكمن النهار حتى يفاجئ أعداءهم و                    هم غارون ،
                     فلما دنا منهم إذا هم مغربون ، فهجم على ماشيتهم و                    رعائهم ،
                     فأصاب من أصاب ، و هرب من هرب ، و أما أهل دومة                    الجندل ففروا في كل وجه ،
                     فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحداً                    ،
                     و أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم أياماً                    ،