عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-31-2013, 10:13 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي


وفي رواية البخاري:


( فشكر الله له فغفر له فأدخله الجنة )


ومن هذا أيضاً ما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو أيضاً :

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق

كانت تؤذي المسلمين )

وفي رواية:


( لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة ، في شجرة قطعها من ظهر الطريق .

كانت تؤذي الناس )


قال شيخ الإسلام رحمه الله معلقاً على حديث البغي التي سقت الكلب

وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق

قال رحمه الله :


[ فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها،

وإلا فليس كل بغي سقت كلباً يغفر لها ]


فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال.


تأمل أخي الحبيب قول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :


( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )

[ رواه الشيخان ]

ويقول صلى الله عليه وسلم:


( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )

[ رواه الشيخان ].

ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم :


( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )

[ رواه الشيخان ].


ما الحكمة من تكرارا « إيماناً واحتساباً »، أنه الإخلاص وعظمته

في قبول الأعمال، ومعنى قوله: « إيماناً واحتساباً » أي مصدقاً بوجوبه

راغباً في ثوابه طيبة به نفسه غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه.

ولا نعجب ممن يصوم ويصلي مع الناس ومع ذلك لا نجد أثراً للصيام

في أعماله وتصرفاته بل يوم صومه وفطره سواء،

وسر ذلك أن كثيراً من الناس يصومون ويصلون التراويح مع الناس،

لكن فعلهم هذا قد غلبت فيه العادة نية العباد، ولذلك لا نجد للصيام

والقيام أثراً في حياتهم قال جابر رضي الله عنه :


[ إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم،

ودع أذى الجار، وليكن عليكم وقار وسكينة يوم صومك،

ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء ]


« إيماناً » : بأن الذي فرض الصيام هو الله سبحانه.. إيماناً بأن الله تعالى

لا يفرض شيئاً على الناس يضرهم ويشق عليهم.

إيماناً بأن الخير كل الخير في صيام رمضان.. إيماناً بوعد الله عز وجل..

ومن ثم فإن المسلم الحق لا يتضايق عند قدوم رمضان.

بل يفرح فرحاً شديداً.. ومن تضايق أو كره ذلك فعليه أن يراجع نفسه

فإن في إيمانه خلل.., هذا ينطبق على جميع ما شرع الله تعالى

يدل على ذلك قوله سبحانه:


{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }

[ محمد:9 ].


أما معنى « احتساباً » : فهو أن يؤمن الصائم بأن جميع ما يقوم به

من أعمال وأقوال ، أو ما يلحقه من مشقة في الشهر الكريم

مسجل في كتاب يقرؤه يوم القيامة.


فإذاً قوله في صيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً

هو سبب حصول ثمرة الصيام، وهو غفران الذنوب وحصول الرضا من الله.

وأما من صام لأن الناس يصومون وقام لأن الناس يقومون غافلاً

عن إصلاح النية واحتساب الأجر على الله، فهذا قد خسر الخسران المبين.

اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا، واجعلها خالصة لك،
صواباً على سنة رسولك ،آمين.

رد مع اقتباس