عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-19-2013, 01:08 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ . ثمَّ صلُّوا عليَّ .
فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا .
ثمَّ سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ .
فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ .
وأرجو أن أكونَ أنا هو .
فمن سأل ليَ الوسيلةَ حلَّتْ لهُ الشَّفَاعةُ )
الراوي : عبدالله بن عمرو – المحدث : مسلم –
المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 384
خلاصة حكم المحدث : صحيح
سيدنا ربيعة يجلس على عتبة باب النبي ، فربما اضطجع على عتبة
الباب ، والأذن تسمع ماذا يفعل النبي في الليل ؟
وقد كان عليه الصلاة والسلام يقطّع ليله قائماً يصلي ، فربما سمعته
يقرأ بفاتحة الكتاب فما يزال يكررها هزيعاً من الليل , فالإنسان
أحيانًا يطرب لآية يعيدها ، يعيدها ولا يمل من سماعها ، وقد ورد في
بعض قصص الصحابة والتابعين أنهم كانوا إذا صلوا قيام الليل
ووقفوا عند آية وترنموا بها أعادوها طوال الليل .
فهذه إشارة إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ بفاتحة
الكتاب ، وما يزال يكررها هزيعاً من الليل حتى أمل فأتركه ،
أو تغلبني عيناي فأنام .
قال تعالى :
} إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ
وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ
عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ
يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً{
(سورة المزمل الآية : 20)
وربما سمعته يقول :
سمع الله لمن حمده ، ثم يحمده ، فما يزال يرددها أطول من ترديد
فاتحة الكتاب .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وذات مرة رابعة العدوية ناجت ربها في الليل وقالت :
يا رب أغلقت الملوكُ أبوابَها ، وخلا كلُّ حبيب بحبيبه ، ثم توجهتْ
إلى الله في صلاتها , فإذا انعقدت صلة المسلم بالله عزوجل في جزء
من الليل فهو في سعادة ما بعدها سعادة.

أحد كبار العلماء ترك مؤلفات كثيرة ، رآه تلميذ له في المنام ،
قال يا سيدي :
ما فعل الله بك ؟
قال :
يا بني طاحت تلك العبارات ، وذهبت تلك الإشارات ،
ولم يبق إلا ركيعات ركعناها في جوف الليل .
كل مسلم يقدر أن يصلي قيام الليل قبل الفجر
إذا هيَّأَ المنبه ليوقظه قبل الفجر بنصف ساعة ، وبإمكانه أن يصلي أربع ركعات مثلاً .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هل كافأ رسول الله ربيعة على خدمته وما هي المكافأة ؟
قد كان من عادة رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه ما
صنع أحد له معروفاً إلا أحبَّ أن يجازيه عليه بما هو أجلُّ منه ,
وسقتُ هذه القصة كلها ، وأردت منها هذه الفقرة لأبيِّن لكم أخلاق
النبي , وليس في الأمر ضريبة الخدمات التي تقدم للنبي ، فيعدها
النبي ديًان عليه ، دققوا في هذه الناحية ,
النبي وما أدراكم ما النبي ؟ سيد الخلق ، حبيب الحق ، سيد ولد آدم
المعصوم الذي يوحى إليه، قمة البشر إذا قدمت له خدمةً، هل يراها فرضاً عليه ؟
هل يراها ضريبة يجب أن يؤديها ؟
أما النبي كان يرى خدمة ربيعة له ديناً عليه .

يا أيها الأخوة الأكارم أرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقني لتوضيح
هذه الحقيقة , لن يرضى الله عنك إلا إن قُدِّمتْ لك خدمة يجب أن
تراها دينً عليك ، ويجب ألاَّ تنساها حتى الموت ، وإن قدمتَ خدمة
لأحدٍ فينبغي أن ترى أن تقديم هذه الخدمة من فضل الله عليك ،
ويجب أن تنساها فورا , وإن قدمتَ خدمة ينبغي أن تراها فضلاً من
الله ساقها إليك , لأنه سمح لك أن تفعل هذا , فهل هناك من دليل يؤكد
هذه الحقيقة ؟
الدليل :
عندما سيدنا موسى سقى للمرأتين تولى إلى الظل .
قال تعالى :
} فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ{
(سورة القصص الآية : 24)
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فإذا تكلم أحدكم عن الله عزوجل ، وأجاد ، فينبغي أن يذوب شكراً لله
أن أطلق لسانه ، وسمح له أن يكون داعية إلى الله عزوجل , فإذا
وفقت إلى عمل صالح لا ينبغي أن تُدلَّ به على أحد ، بل ينبغي أن
تشكر الله عزوجل أن سمح لك بفعله , و قيض لك مالاً تنفقه ,
و صحةً تبذلها .
كنت آوي إلى صفة المسجد مع أمثالي من فقراء المسلمين ، وكان
الناس يدعوننا بضيوف الإسلام , فإذا أتى أحد المسلمين بصدقة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها كلها إلينا ؛ ولي تعليق لطيف ,
فبعض الأشخاص يظنون أن صلة الرحم أن تكتفي بزيارة أقاربك ,
الأقارب الفقراء ليس معنى صلتهم أن تزورهم ، معنى صلتهم أن
تهديهم ، وتقدم لهم هديةً , أن تدخل عليهم ويدُك ملأى ببعض
الحاجات ، هذه هي الصلة .
فكان المسلمون يأتون بالصدقات إلى النبي عليه الصلاة والسلام،
وكان عليه الصلاة والسلام يدفعها كلها إلى صُفّة المجلس .
وكان النبي بأعلى درجات الورع ، ولقد قرأت مرةً أن الوحي انقطع
عنه قليلاً ، فحار في هذا الانقطاع .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
( كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي :
يا ربيعة ألا تزوج ؟ قلت :لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج
وما عندي ما يقيم المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء .
فأعرض عني ثم قال لي الثانية :
يا ربيعة ألا تزوج ؟ فقلت :ما أريد أن أتزوج ما عندي ما يقيم المرأة
وما أحب أن يشغلني عنك شيء .
فأعرض عني ثم رجعت إلى نفسي .
فقلت والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم مني بما يصلحني في
الدنيا والآخرة .
والله لئن قال لي أتزوج لأقولن نعم يا رسول الله مرني بما شئت
فقال لي يا ربيعة ألا تزوج فقلت بلى مرني بما شئت
قال انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار كان فيهم تراخ عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم .
فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم فذهب إليهم
فقلت لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم
أن تزوجوني .
فقالوا : مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا
فقلت : يا رسول الله أتيت قوما كراما فزوجوني وألطفوني وما
سألوني البينة وليس عندي صداق .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يا بريدة الأسلمي اجمعوا له وزن نواة من ذهب قال
فجمعوا لي وزن نواة من ذهب . فأخذت ما جمعوا لي .
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم قال :
اذهب بهذا إليهم فقل لهم هذا صداقها .
فأتيتهم فقلت : هذا صداقها فقبلوه ورضوه وقالوا كثير طيب .
قال ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا .
فقال :يا ربيعة مالك حزين ؟
فقلت يا رسول الله : ما رأيت قوما أكرم منهم ورضوا بما آتيتهم
وأحسنوا وقالوا كثير طيب وليس عندي ما أولم .
فقال : يا بريدة اجمعوا له شاة .
فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اذهب إلى عائشة فقل لها فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام
قال فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت : هذا المكتل فيه سبع آص شعير لا والله لا والله إن أصبح لنا

رد مع اقتباس