الأخ الدكتور / نور                    المعداوى
اختصار محاضرة تفسير القرآن بالقرآن                    والسنة
 وأقوال                    الصحابة رضي الله عنهم .
للشيخ الدكتور : عبدالرحمن بن معاضة الشهري حفظه الله                    تعالى.
محاضرة مقتطفة من الدورة العلمية بداية المفسر                    .
3-تفسير                    القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين                    .
وتسميتها بطرق التفسير لعلها أخذت من مقدمة شيخ                    الإسلام ابن تيمية 
رحمه الله مقدمة في أصول التفسير وهي في الحقيقة                    مصادر للتفسير ؛
فتفسير القرآن بالقرآن على سبيل المثال أوثق مصدر                    للتفسير ،
فهو من جهة مصدر للتفسير ، ولكن كيفية الاستفادة من                    هذا المصدر
 هي                    التي يمكن أن تسمى طريقة .
المصدر الأول : وهو تفسير القرآن بالقرآن                    :
الله سبحانه وتعالى أعلم بمعاني كلامه ؛ لذلك إذا                    وجدت معنى الآية
في القرآن الكريم فاشدد بها يدك ؛ فالله سبحانه                    وتعالى قد يجمل في موضع
من كتابه الكريم ثم يبين في موضع آخر ،فيحمل المجمل                    على المبين ،
ولكن هذا لا يتأتى إلا للعالم بالقرآن الكريم                    .
1-أول من                    بدأ تفسير القرآن بالقرآن .
أول من بدأ تفسير القرآن بالقرآن هو النبي صلى الله                    عليه وسلم ،
ما ورد في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه                    ،
 فعندما                    نزل قوله تعالى في سورة الأنعام :
{                    الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ                    }
 ففهم                    الصحابة رضي الله عنهم هنا أن المقصود بالظلم هو مطلق الظلم ،                    
وهذا فهم صحيح ويستقيم مع قواعد الاستنباط وقواعد                    اللغة العربية ؛ 
ولذلك قال الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم                    :
 (                    فقالوا : يا رسول الله ، وأينا لا يظلم نفسه ؟                    
قال : ليس ذلك ، إنما هو الشرك ، ألم تسمعوا ما قال                    لقمان لابنه :
{ يَا                    بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ                    عَظِيمٌ }
ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الظلم هنا بمعنى خاص                    وهو الشرك 
المصطلح الإسلامي الجديد ؛ فالذي يشرك مع الله أحدا                    في عبادته مع الله 
يسمى مشرك في الإسلام ؛ فحمل النبي صلى الله عليه                    وسلم معنى الظلم العام 
على معنى خاص للظلم وهو الشرك اعتمادا على آية قرآنية                    ، 
وهذه سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير                    القرآن بالقرآن ، 
وقد سار الصحابة والتابعين وأتباعهم والمفسرين                    الأولين على هذا المنهج ، 
 كل على                    حسب الفهم الذي رزقه إياه ربه سبحانه وتعالى لكتابه الكريم                    .
2- أقسام تفسير القرآن بالقرآن                    :
القسم الأول : تفسير القرآن للقرآن                    :
تفسير القرآن للقرآن هو ما جاء بيان القرآن فيه واضحا                    لا خلاف في
دلالته على تفسير الآية ، وهو ما كانت دلالة القرآن                    فيه على الآية المفسرة 
أ- ما يكون البيان فيه متصلا :
{                    وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ                    النَّجْمُ الثَّاقِبُ }
فلا خلاف في تفسير الطارق ؛ لأنه جاء في الآية نفسها                    ، فالطارق هو النجم
الثاقب ، فتفسير القرآن للقرآن يقول العلماء ما كان                    بينان القرآن للقرآن 
فيه متصلا في نفس السياق في نفس الآية                    .
ب- ما كان البيان فيه منفصلا :
وهو أن تأتي الآية في موضع ، ويأتي تفسيرها في موضع                    آخر منفصلا عنها
إما في نفس السورة وإما في سورة أخرى ، ويجتمع مع                    النوع الأول بأنه 
لا خلاف بأنه لا خلاف في أن هذه الآية تفسير لهذه                    الآية ، مثاله :
{                    الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ  }
وجدنا أنه سبحانه وتعالى قال في آية أخرى                    :
{ قَالَ                    فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ                    وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا }
فكل ما سوى الله تعالى السماوات والأرض وما بينهما                    المقصود بالعالمين .
يتبع بإذن الله تعالى ...