مِنْ                    أسبابِ اسْوِدَادِ الوجوهِ يومَ القيامةِ                    !
 للعلاّمةِ                    : الشّنقيطيّ رحمهُ اللهُ
 
مِنْ أسبابِ اسْوِدَادِ الوجوهِ يومَ القيامةِ                    والعِياذُ باللهِ !
قالَ ربُّنا تباركَ وتعالى في سورةِ آلِ عمران                    :
{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ                    وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ                    
أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا                    الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }
قالَ العلاّمةُ الشّنقيطيُّ -رحمهُ اللهُ- في كتابِهِ                    
"أضواء البيانِ في إيضاحِ القرآنِ                    بالقرآنِ"
(1/335-336):
قَوْلُهُ تَعَالَى:
 {                    وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } 
بَيِّنَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ مِنْ                    أَسْبَابِ اسْوِدَادِ الْوُجُوهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ                    :
- الْكُفْرُ بَعْدَ الْإِيمَانِ                    !
وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: 
{ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ                    أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }
 الآيةَ.
وَبَيَّنَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ مِنْ أَسْبَابِ                    ذَلِكَ:
- الْكَذِبَ عَلَى اللهِ                    تَعَالَى !
وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
 {                    وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ                    وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ }
وَبَيَّنَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ مِنْ أَسْبَابِ                    ذَلِكَ:
- اكْتِسَابَ السَّيِّئَاتِ                    !
وَهُوَ قَوْلُهُ:
{ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ                    سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ                    
مَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا                    أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا                    }
وَبَيَّنَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ مِنْ أَسْبَابِ                    ذَلِكَ:
- الْكُفْرَ                    وَالْفُجُورَ!
وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:  
{ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ                    }
{ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ }
{ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ                    }
وَهَذِهِ الْأَسْبَابُ فِي الْحَقِيقَةِ شَيْءٌ                    وَاحِدٌ عَبَّرَ عَنْهُ بِعِبَارَاتٍ                    مُخْتَلِفَةٍ،
 وَهُوَ                    الْكُفْرُ بِاللهِ تَعَالَى !
وَبَيَّنَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ شِدَّةَ تَشْوِيهِ                    وُجُوهِهِمْ بِزُرْقَةِ الْعُيُونِ
 وَهُوَ                    قَوْلُهُ:
{ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ                    يَوْمَئِذٍ زُرْقًا }
وَأَقْبَحُ صُورَةً أَنْ تَكُونَ الْوُجُوهُ سُودًا،                    وَالْعُيُونُ زُرْقًا!
أَلَا تَرَى الشَّاعِرَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ                    يُصَوِّرَ عِلَلَ الْبَخِيلِ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ 
 وَأَشْوَهِهَا اقْتَرَحَ                    لَهَا زُرْقَةَ الْعُيُونِ وَاسْوِدَادَ الْوُجُوهِ فِي                    قَوْلِهِ:
وَلِلْبَخِيـلِ عَـلَـى أَمْـوَالِـهِ عِـلَـلٌ                           زُرْقُ الْعُيُونِ عَلَيْهَا أَوْجُهٌ                    سُودُ
                   نسألُه تعالى برحمتِهِ أن يبيِّضَ وجوهَنَا يومَ                    تبيَضُّ وجوهٌ وتسْوَدُّ وجوهٌ.