![]() |
فوائد من الزهد الكبير للبيهقي ( الجزء الأول )
من الاخت/ الملكة نور http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642 فوائد من الزهد الكبير للبيهقي ( الجزء الأول ) رحم الله عبدا أخمل ذكره ، وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله من استوحش من الوحدة وهو حافظ لكتاب الله عز وجل فإن تلك وحشة لا تزول أبدا من صفة الحكيم : حب خمول الذكر ، وفيه ذهاب الوحشة وسقوط الأنس لغير الله ، فإذا أنس الحكيم بالوحدة فقد اعتقد الإخلاص ، حينئذ تحركه الحكمة للحق والصواب إن شاء الله إذا أحب القلب الخلوة فقد أوصله حب الخلوة إلى الأنس بالله ، ومن أنس بالله استوحش من غير الله ، فلله در قلوب أنست بجلال الله ، وارتعدت فرقا لهيبته إذا رأيت الرجل قد ذكر في بلدة بالقراءة والنسك ، وعلا فيها بالاسم ، واضطرب به الصوت فلم يخرج منها فلا ترجو خيره إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك ، أن لا تعرف وما عليك أن لا يثنى عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله عز وجل كامل المروءة من بر والديه ، وأصلح ماله ، وأنفق من ماله ، وحسن خلقه ، وأكرم إخوانه ، ولزم بيته تباعد من القراء ؛ فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك ، وإن غضبوا شهدوا عليك ، وقبل منهم السلامة كلها في اعتزال الناس ، والفرح كله في الخلوة بالله عز وجل ليس الزهد في لبس الخشن وأكل الجشب ، إنما الزهد في قصر الأمل طبع ابن آدم على اللؤم ، فمن شأنه أن يتقرب ممن يتباعد منه ، ويتباعد ممن يتقرب منه فروا من الناس كفراركم من السبع الضاري ، ولا تخلفوا عن الجمعة والجماعة |
All times are GMT +3. The time now is 11:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.